أخبار عاجلة
تحدثت أنباء عن تحضيرات تركية لارسال قوات من "درع الفرات" لمؤازرة "أحرار الشام" ضد "النصرة" في إدلب السورية

سوريا: إدلب وجه آخر للصدام السعودي – التركي

بين اتفاق الأستانة والأزمة الخليجية، تترنح السعودية أمام النفوذ التركي المتصاعد. من الدوحة إلى إدلب معركةٌ اختلفت بجغرافيتها، إلا أن الأسباب واحدة.. كذلك النتائج.

تقرير عباس الزين

اندلعت مواجهاتٌ ومعارك عديدة خلال سنوات الأزمة السورية بين “جبهة النصرة” من جهة و”أحرار الشام” من جهةٍ أخرى، إلا أن المعارك الأخيرة بين التنظيمين في إدلب وريفها تعتبر الأولى من نوعها من حيث توسع رقعتها وشراستها. رئيس “مجلس شورى حركة أحرار الشام” حسن صوفان، اعتبر أن المعركة اليوم ضد “جبهة النصرة” وجودية.

يأتي توقيت المعركة الوجودية لـ”احرار الشام” متزامناً مع الأزمة الخليجية ودخول تركيا كطرفٍ داعمٍ لقطر فيها، إلى جانب اتفاق أستانة الذي قبلت بموجبه تركيا وبالإتفاق مع إيران وروسيا على مناطق “خفض التصعيد”، والتي تشمل محافظاتٍ عديدة من بينها إدلب.

انعكست الأزمة الخليجية خلافاً بين الرياض وأنقرة امتدت تبعاته لتصل إلى الميدانِ السوري. فحركة “أحرار الشام” التي يشار إليها على أنها التنظيم العسكري لـ”الإخوان المسلمين” في سوريا، تعتمد بشكلٍ أساس على الدعم التركي، فهي لم تتخذ أي موقفٍ من اتفاق أستانة على عكس “جبهة النصرة” التي شنت حرباَ واسعة ضد الفصائل المشاركة، بالتوازي مع رفضٍ سعودي لمقررات المؤتمر.

وتحدثت صحفٌ غربية في الأونة الأخيرة عن اتفاقٍ رعته واشنطن بوجوب إيقاف الدعم عن “جبهة النصرة”. وكشفت مصادر خاصة لقناة “نبأ” عن عدم التزامٍ سعودي بهذا الاتفاق، وسعيٍ إلى استباق أي تطورٍ ميداني عبر إطلاق حملة عسكرية تقودها “جبهة النصرة” ضد “أحرار الشام” بهدف السيطرة على إدلب، وتقويض النفوذ التركي.

ومع اقتراب التوصل لتنفيذ الترتيبات المتعلقة بمناطق “تخفيف التصعيد”، والتي لا تشمل “جبهة النصرة”، انطلقت الأخيرة بعملياتها للسيطرة على الخط المقابل لمعبر باب الهوى بين سوريا وتركيا، من خلال الهجوم على المدن التي تشكل فاصلاً بين الحدود التركية – السورية، وذلك لعرقلة أي دخول عسكري تركي متوقع، ما دفع “حركة أحرار الشام” إلى تأمين المعبر بأكثر من 5 آلاف مقاتل، بالتزامن مع إعلان السلطات التركية إغلاق المعبر، وسط أنباء تحدثت عن تحضيرات تركية لارسال قوات من “درع الفرات” لمؤازرة “أحرار الشام” ضد “النصرة”.

وفقًا للمعلومات، فإن أنقرة حشدت آلاف المقاتلين من بقايا تنظيمي “حزم” و”جبهة ثوار سوريا”. تلك الفصائل دربتها واشنطن، وطردتها “النصرة” من إدلب سابقاً، اليوم تعود تلك الفصائل إلى المواجهة خلف الدبابات التركية متحالفةً مع “أحرار الشام”، في وقتٍ تحاول “النصرة” فيه استباق أي إئتلافٍ لعزلها على وقع اتفاق “خفض التصعيد”.