على وقع التسريبات التي تفيد باقتراب تنازل الملك سلمان عن الحكم لابنه، تتصاعد مخاوف ولي العهد الجديد محمد بن سلمان من ساعة صفرٍ محتملة، يحددها أبناء عمومته.
تقرير عباس الزين
على الرغم من الخلافات العميقة بين قطر والسعودية، فإن التجربة القطرية في تنازل الأباء عن الحكم للأبناء لاقت استحساناً لدى الملك السعودي. استقصت وكالة "رويترز" معلوماتٍ من داخل الأسرة الحاكمة تفيد بأن الملك سلمان قد سجل رسالة تنازل فيها عن السلطة لإبنه، ومن المرجح أن يتم بثها خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب مراقبين، فإن تلك المعلومات ستسمح لولي العهد محمد بن سلمان بقراءة ما يمكن أن يصدر من مخططات عن المعارضين لوصوله إلى الحكم. ووفقًا للمعطيات والأجواء المحيطة بولي العهد، فإن مهمته في إقصاء المعارضين وإبعادهم تبدو صعبةً للغاية. حاول ابن سلمان، الذي رتّب الانقلاب على ابن عمه بالاعتماد على جيل الأمراء الشباب، إرضاء أبناء عمومته النافذين، لكن هذه المحاولة قد تفشل، فسلطة أبناء عمومة ابن سلمان على أبنائهم، ممكن أن تكون أقوى من سلطته عليهم.
قرر ابن سلمان تعيين عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزيراً للداخلية، بعد الإطاحة بعمه محمد بن نايف، وذلك لإرضاء أخيه سعود الأكبر سناً، الذي كان يرى نفسه أحق بها. وجاءت خطوة ابن سلمان هذه لتعميق الخلاف بين الأشقاء، لكن ما تم كشفه من معلومات حول كيفية الإطاحة بمحمد بن نايف ورغبة سلمان في تسلم أبنائه الحكم إلى الأبد، من شأنه أن يبدد هذا الخلاف، ويجمع الأشقاء المختلفين ضد ابن عمهم، ما يسقط رهان محمد بن سلمان على خلاف الأخوة.
متعب، ابن الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يستلم وزارة الحرس الوطني، يعتبر أخطر منافسي ابن سلمان وحليف وثيق لمحمد بن نايف. وتكمن خطورته في "الحرس الوطني" الذي يتولى إدارته، إذ انه يُمثّل جيشاً موازياً في المملكة، ويصل تعداد أفراده إلى أكثر من 150 ألف جندي، ويتكون في مُعظمه من أبناء القبائل.
تأتي رغبة الملك سلمان في التنازل عن الحكم لنجله قبل وفاته، انطلاقاً من علاقاته القوية مع القبائل منذ ما قبل استلامه للحكم، في محاولةٍ للسيطرة على الحرس، وإقصاء الأمراء الباقيين، الذين عيّن محمد بن سلمان أبناءهم في مناصب كمستشار في الديوان الملكي ووكيل في وزارة الداخلية وغيرها. لا يزال هؤلاء صغاراً لا تتعدى أعمارهم 35 عاماً، ما يعني أن سلطة آبائهم أو أعمامهم الغاضبين من تفرد سلمان وأبنائه في الحكم موجودة، ومن الممكن أن يتحركوا في لحظة صفرٍ، يخشاها ابن سلمان.. وأمامه أشهر قليلة لإجهاضها.