سوريا / نبأ – أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان أن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما حول استراتيجيته في مكافحة الإرهاب احتوى العديد من الثغرات ولم يتضمن شيئا جديدا، معتبرة ان اجتماع جدة الخميس كان محاولة لدعم الارهاب وليس محاربته.
وقالت شعبان في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري “إن القرار الدولي رقم 2170 اتخذ بالإجماع في مجلس الأمن ولذلك من المفترض أن تكون كل الأطراف التي
وافقت عليه جزءا من مكافحة الإرهاب كما أن الولايات المتحدة استثنت روسيا والصين من الدعوة إلى مكافحة الإرهاب وهذا يشكل ثغرة ثانية”.
وأضافت شعبان إن “القرار الدولي 2170 تحدث عن تنظيمي النصرة وداعش، بينما تتحدث الولايات المتحدة عن داعش فقط وتسقط النصرة من حساباتها، كما أن أي قوى مهما كانت عظيمة لا تستطيع أن تحارب الإرهاب من وراء البحار أو بالطائرات، فلا بد لها أن تسأل وتتواصل مع ضحايا الإرهاب والذين يعانون منه”.
وأوضحت شعبان أن الإرهاب لم يبدأ اليوم في سوريا بل منذ أربع سنوات، ولا بد أن تكون ضحيته والمتضرر منه عنصرا أساسيا في محاربته، كما أن هذا التحالف الذي يتحدث عنه أوباما يعاني من التصدع في ظل رفض دول معينة المشاركة في كل متطلباته.
وقالت شعبان “إن ملف مكافحة الإرهاب يجب أن يعالج بطريقة مختلفة، وإذا أخذنا تاريخ الدول الغربية نرى أنها قادرة على ارتكاب أخطاء في مناطقنا تظهر نتائجها بعد سنوات، ولذلك أعتقد أن الأمور ستعالج بهدوء أكبر بكثير مما يبدو للعيان الآن”.
وحول الاجتماع الذي عقد في جدة الخميس بمشاركة الولايات المتحدة وتركيا والدول الخليجية وبعض الدول العربية، أكدت شعبان أن الدول التي كانت أساسية في دعم وتسليح وتمويل الإرهاب في سوريا كانت جزءا أساسيا منه، مشيرة إلى أن قرارهم بتدريب “الإرهابيين” على أراضيهم بعد تسميتهم “معارضة معتدلة” لا يعني أن هؤلاء الذين يحملون السلاح ضد الشعب والدولة في سوريا ليسوا مجرمين أو إرهابيين.
وقالت شعبان “إن ما خرج به اجتماع جدة بحاجة إلى إعادة نظر شاملة، فأكل الأكباد والقلوب كان قبل ظهور داعش.. والإرهابيون الذين يريدون تدريبهم لا يختلفون عن إرهابيي داعش، وبالتالي فإن هذا الاجتماع هو محاولة لدعم الإرهاب وليس لمحاربته”.
وحول لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أوضحت شعبان أن أجواء اللقاء كانت إيجابية وبناءة حيث لامس الحوار جوهر المسائل التي يجب معالجتها والتعامل معها من أجل الوصول إلى حل للأزمة في سوريا ومكافحة الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار.
وقالت شعبان إن “المبعوث الدولي يحاول أولا فهم أبعاد الأزمة من وجهة نظر الحكومة السورية والمقترحات التي تراها مجدية وفعالة لمعالجة الأزمة وهو كان حريصا على زيارة دمشق والاستماع إلى الرئيس الأسد أولا قبل جولته إلى دول المنطقة وتوجهه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وأشارت شعبان إلى أن العالم يمر اليوم بمخاض، وما يجري هو حوارات ونقاشات متعددة الأبعاد والأهداف في ظل التناقضات الموجودة وصعوبة تشخيص الحالة القائمة وأين يقف كل طرف وأهدافه الجيوسياسية والاستراتيجية، لافتة إلى ضرورة قراءة الأمور بروية وبصرف النظر عن التهويل الإعلامي الذي تمارسه بعض الوسائل الإعلامية.
(التلفزيون الرسمي السوري)