يشدد الاحتلال الإسرائيلي الإجراءات الأمنية بالقدس اليوم، بالتنسيق مع دول عربية وإسلامية، بحسب ما كشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان، بشأن نصب البوابات الإلكترونية قبالة المسجد الأقصى.
تقرير ابراهيم العربي
كاميرات إسرائيلية إضافية بدل البوابات الإلكترونية. هذا ما نصبته سلطات الاحتلال، فجر الأحد، في محيط المسجد الأقصى، وسط تقارير إعلامية اسرائيلية عن أن شرطة الاحتلال قررت إزالة بوابات التفتيش الإلكترونية من أمام مداخل المسجد الأقصى، واستبدالها بالتفتيش اليدوي.
هكذا، وبضغط شعبي، يبدأ الاحتلال الإسرائيلي بعرض بديل عن البوابات الإلكترونية، فيما يؤكد الفلسطينون أنّ إزالة البوابات الإلكترونية، ليست هي القضية الأساس، على الرغم من أنها كانت سبباً للغضب الشعبي، بل إن مساعي الاحتلال إلى التفرد بالأقصى لتهويده وحصاره لفرض التقسيم المكاني، هو المطلب الأول والأخير.
وفيما نسقت حكومة الاحتلال مع دول عربية وإسلامية لنصب البوابات الإلكترونية قبالة المسجد الأقصى، بحسب ما أكد كشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان قبل أيام، يبدو أنها على تنسيق اليوم، بشأن إزالتها، تخفيفاً للاحتقان الفلسطيني.
ما اعتبرته الرياض أمراً اعتيادياً، لمزاعم تل أبيب بأن ذلك يندرج ضمن ما يسمى مكافحة "الإرهاب"، يتنافى مع موقف الفلسطينيين، إذ يرفض المصلون وموظفو الأوقاف الإسلامية في القدس منذ بداية الأسبوع الدخول للمسجد الأقصى عبرها.
لم يوضح الوزير الإسرائيلي إردان هوية الدول العربية المعنية التي نسقت مع الاحتلال، لكن تصريحاته ترافقت مع ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر إعلامية أجنبية، حول وجود تفاهمات سعودية – إسرائيلية حيال الإجراءات الأمنية ونصب البوابات الإلكترونية في الأقصى.
القيادي في حركة "فتح"، حاتم عبد القادر، كشف الأربعاء، عن أنّ الجهود كانت أميركية – سعودية – أردنية لاقناع الاحتلال بضرورة إزالة البوابات الإلكترونية، حتى مساء الخميس خشية تدهور الأوضاع، أي قبل جمعة الغضب، وهو ما بدا بالفعل، حيث سقط شهداء ومئات المصابين.
في ضوء ذلك، لم تعد العلاقات الحميمة بين العدو الإسرائيلي والمملكة، كما اللقاءات والزيارات الرفيعة المستوى، سراً. ولم تعد تل أبيب تجد حرجاً في إخراج هذه اللقاءات إلى الضوء، طالما أن السعودية لا تخجل من العلاقة معها، هذا ما أراد الكاتب الإسرائيلي جاكي خوجي التسليط عليه في مقال بصحيفة "معاريف"، معتبراً أن الأوان قد آن لإجراء تغيير في شكل العلاقة السائدة بين إسرائيل والسعودية، في ظل حاجة الأخيرة الماسة للتنسيق مع الاحتلال.
أما محلل الشؤون العربية في "هآرتس" تسيفي بارئيل، فلفت إلى أنّ التقارب الإسرائيلي مع بعض الدول العربية ترجم في عدم مشاهدة المظاهرات المعتادة ضد إسرائيل في شوارع القاهرة وعمان والمغرب على خلفية الأحداث في الحرم القدسي، حتى إن النخب غير قادرة على نشر مجرد بيان استنكار واحد لما يحصل في القدس.