تتواصل فضائح آل سعود والتي كان آخرها الشائعات أو التسريبات التي نشرتها أهم وسائل الإعلام الدولية، عن إدمان محمد بن نايف للمخدرات، والذي طبعاً ظل محصناً عن العقاب طوال سنوات ولايته للعهد قبل الاطاحة به على يد ابن الملك.
تقرير ابراهيم العربي
على الرغم من أن القانون السعودي شدد العقوبات على مهربي ومدمني المخدرات على السواء، إلا أن استهلاك السعودية للمخدرات والمنشطات غير القانونية يظل الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، بحسب تصنيف الأمم المتحدة، على الرغم من أن عقوبة تهريب المخدرات أو إنتاجها في السعودية قد تصل إلى الإعدام.
العقوبات والتشديدات الصارمة، التي تمارسها السلطات السعودية، لا تميل للتطبيق على أمراء وأميرات العائلة المالكة، حيث أنهم يتمتعون بالحماية بحكم انتمائهم للأسرة الحاكمة، فيما تنفذ تلك العقوبات على المواطنين العاديين أو حتى الأجانب.
بالعودة إلى ما ذكرته وكالة "رويترز"، أن تنحية الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد يصب في "مصلحة الدولة العليا"، بسبب إدمانه المورفين والكوكايين لدرجة أثرت على أدائه وأصبح واضحاً عليه.
بغض النظر عن دور صراع الأجنحة في نشر مثل هذا التقرير المنشور بدفع العملة، تعيدنا تلك الإتهامات بالذكرى إلى كلام الضابط المتقاعد تركي حمزة حول دور محمد بن نايف في ترويج المخدرات، حيث كان قد نشر تسجيلاً مصوراً عبر موقع "يوتيوب" أكد فيه أشخاصاً نافذين لم يسمهم، بأنهم يسعون للإلقاء القبض عليه والتخطيط لقتله بسبب عمله على قضية مخدرات منذ تسع سنوات قبل تقاعده، ليختفي بعدها الضابط المذكور دون أن يُعرف عن مصيره شيئاً.
التسريبات حول إدمان محمد بن نايف على تعاطي المخدرات، يحمله جريمة يعاقب عليها في المملكة، ما يدل بشكل قاطع على الحماية والحصانة التي يتمتع بها أمراء آل سعود دون حسيب أو رقيب. سبقه بذلك، الأمير نايف بن سلطان والذي أدين بالسجن أمام محكمة فرنسية ولكنه تمكن من الهرب إلى السعودية حيث يقيم فيها حاليا بحماية الملك السعودي. دون أن ننسى أيضاً، عبدالمحسن بن وليد بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، هو ابن حفيد مؤسّس مملكة آل سعود، وابن أخ أمير حائل وعضو هيئة البيعة سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، الذي تم القبض عليه، منذ سنتين في مطار بيروت حيث حاول تهريب المخدرات، حين كان يهمّ بركوب طائرته الخاصة، متوجّها إلى الحجاز.
تاريخ طويل لأمراء العائلة الحاكمة مع الفساد والمخدرات وحتى الإستعباد الجسدي والجنسي، وما يزيد من سوء استغلال الأمراء لنفوذهم هو تمتعهم بالحصانة الدبلوماسية أو التيقن من وجود ظهير يحمي ويسند من يخطيء من الأمراء تتمثل في الأسرة المالكة في السعودية، ومن يتجرأ على مواجهتهم، تبتلعه رمال الصحراء وتخفيه.