بعد ضوء أخضر أميركي، يتجه الملك سلمان المقيم في طنجة في إجازة سنوية إلى روسيا، بحسب ما أكد السفير السعودي في موسكو عبد الرحمن بن إبراهيم الرسي، من دون أن يحدد موعداً للزيارة.
تقرير محمود البدري
انتظرت الرياض الضوء الأخضر من واشنطن للرد على المبادرة الروسية من أجل التوسط في حل الأزمة الخليجية مع دولة قطر.
ونقلت وكالة “الأناضول” للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت قولها، في موجز صحافي، إنه “إذا كانت روسيا قادرة على لعب دور يساعد على جلوس الأطراف إلى الطاولة (من أجل التفاوض)، فأعتقد أننا سنرحب بذلك”.
في المقابل، شككت المتحدثة الأميركية في قدرة روسيا على تحقيق المصالحة بين الدول المقاطعة الأربع وقطر، قائلةً: “قد نكون متشككين من كونها قادرة على تحقيق ذلك أم لا، لكننا بكل تأكيد نرحب بذلك”.
على الرغم من التشكيك الأميركي بقدرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بدفع حل الأزمة الخليجية خطوة إلى الامام، خرج السفير السعودي في موسكو عبد الرحمن بن إبراهيم الرسي، ليؤكد أن التحضيرات لزيارة الملك السعودي سلمان إلى روسيا، قد بدأت.
ونقلت صحيفة “ذي غارديان” عن الرسي قوله إن أي زيارة من هذا المستوى الرفيع “تتطلب إعداداً هائلاً، نظراً إلى أنها الزيارة الأولى للملك إلى روسيا، و”ستكون زيارة تاريخية ستضع أساساً للعلاقات الاستراتيجية وتفتح آفاقاً واسعة للتعاون في المجالات كافة”.
لا يبدو الأمر أنه مجرد تنسيق للوساطة من الجانب السعودي، بل هو أبعد من ذلك. روسيا والسعودية هما أكبر موردان عالميان للطاقة في العالم، وبالتالي فإن الأخيرة قد تحتاج في نهاية المطاف إلى روسيا، نظراً لموقعها خارج منظمة “أوبك”.
إنها خطوة تكشف تباين موقف الدول المقاطعة من قطر، وعلى رأسهم السعودية. فالأزمة التي بدأت بسبب تصريحات منسوبة لأميرها تميم بن حمد يتحدث فيها عن إيران ودورها الايجابي في المنطقة، تبدو غير متوازنة في ظل التقارب السعودي مع روسيا التي تربطها علاقة وطيدة بالعدو الإقليمي للمملكة، إضافة إلى دعمها العسكري لسوريا، حيث تحارب معهما في الخندق ذاته، ضد محور الإرهاب.