في زعمها باعتراض الصواريخ الباليسية، تقحم السعودية مكة كرمز ديني بالتضليل والكذب بلهجة طائفية، كما جرت العادة، في محاولةٍ يائسةٍ لإخفاء حقيقة فشل المنظومة الدفاعية الأميركية في اعتراض الصواريخ اليمنية.
تقرير عباس الزين
أثبتت القوة الصاروخية في الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”، كما كل مرة، أن المليارات السعودية، والأسلحة الأميركية المتطورة، لن تكون عائقاً أمام الإنتقام لدم الشعب اليمني، الذي أباحته الرياض لنفسها.
سقطت صواريخٌ بالستية يمنية من نوع “بركان 1” على قاعدة الملك فهد الجوية في مدينة الطائف، بما تحمل من رسائل سياسية وعسكرية تؤكد فشل الرياض في اعتراضها. وكشفت معلومات الجيش اليمني واللجان وجود قيادات عسكرية بينهم أجانب في القاعدة أثناء استهدافها، مؤكدة أن الصواريخ أصابت الهدف، بينما سارعت قوى العدوان السعودي إلى إصدارِ بيانٍ زعمت فيه اعتراض صاروخ “باليستي”، فوق مدينة الطائف، كان متجهاً نحو مدينة مكة.
الإدعاءات السعودية كانت عرضةً للإزدراء من قبل رواد مواقع التواصل الإجتماعي. وتساءل المغردون كيف لصاروخٍ تم إطلاقه من الجنوب ناحية اليمن في اتجاه مكة أن يتم اعتراضه في مدينة الطائف الموازية لها؟ سؤال تفرضه الوقائع الجغرافية والعسكرية، إذ تقع مدينة الطائف شرق مكة على خطٍ أفقيٍّ واحد، وتبعدان عن بعضهما مئة كيلومتراً.
لم تعرض السلطات السعودية أية مشاهد للمطار المستهدف تثبت من خلالها حقيقة مزاعمها، بل اكتفت ببيان زعم اعتراض الصواريخ في الجو قبل سقوطها، وفي منطقة غير مأهولة بالسكان. تتناقض شهادات مغردين من مدينة الطائف مع بيان الرياض، إذ أكدوا سماع دوي انفجارٍ كبير اهتزت على إثره منازل المدينة.
لا قيمة لمزاعم الرياض بأنها اعترضت الصواريخ اليمنية بعدما اعترفت وزارة الدفاع الأميركية، التي تزود السعودية بمنظوماتها الدفاعية بعجزها عن اعتراض صاروخ “بركان H-2” الذي استهدف مصفاة ينبع السعودية للنفط يوم السبت 22 يوليو/تموز 2017 حيث أصاب هدفه بعدما قطع قرابة ألف كيلومتر، بحسب تصريحات مسؤولين في الوزارة لـ”سي أن أن”، فضلاً عن أنّ مسؤولين عسكريين من قوات العدوان كانوا اعترفوا سابقاً بأن إطلاق الجيش اليمني لصواريخ عدة في وقت واحد كان تكتيكاً جديداً لم تتوقعه السعودية. إذا تمّ إسقاط صاروخين، فإن بإمكان الصواريخ الأخرى أن تصيب هدفها.
تحدت صلية الصواريخ البالستية الأخيرة منظومةَ الدفاعِ الجويِّ الأميركية المغطاةُ بها سماء المملكة والتي دفعت مقابلَها ملياراتِ الدولارات. آخر الصفقات تلك التي حصدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال قمم الرياض، حيث كانت منظومة “ثاد” و”باترويوت” المضادة للصواريخ ضمن صفقة بلغت قيمتها 110 مليارات دولار.
مع دخول العدوان عامه الثالث، تترسخ معادلة جديدة مع كل صاورخ يطأ أرض المملكة. مرحلة لا تستثني العمق السعودي ولا مصالح الولايات المتحدة فيه، كونها الشريك الأوّل في العدوان على اليمن.