أخبار عاجلة
عناصر من الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" يرفعون العلم اليمني في "معكسر الجابري" بجيزان (صورة من الأرشيف)

توغل كبير للجيش اليمني و”اللجان” في جيزان و”معسكر الجابري” ساحة هزيمة للسعودية

تأتي سيطرة قوات الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” على إحدى أكبر المعسكرات في منطقة جيزان، جنوب السعودية، لتؤسس لمرحلةٍ جديدة في الحرب العسكرية ما وراء الحدود، ما سيؤثر على المسارين العسكري والسياسي للعدوان السعودي على اليمن.

تقرير عباس الزين

معركةٌ غير متكافئة، عديداً وعتاداً، انحسمت لصالح الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”. بمقاتلين لا يتجاوز عددهم الـ30 جندياً، تمكنت القوات اليمنية من اقتحام “معسكر الجابري” في جيزان، الذي يبعد 30 كيلو متراً عن الحدود اليمنية، والسيطرة التامة عليه.

وأسفرت العملية النوعية للقوات اليمنية عن مقتل أكثر من 20 ضابطاً وجندياً سعودياً، وانسحب جنود الجيش السعودي، والمسنودين بطائرات “أف 16″ و”أباتشي” و”تورنيدو” من المعسكر مخلفين قتلاهم وجرحاهم وعتادهم العسكري، بعدما تركت القوات اليمنية منفذ انسحابٍ لهم، بينما اعتلى مقاتلو الجيش واللجان مدرعات “أبرامز” و”برادلي” السعودية، معلنين تطهير المعسكر من الوجود السعودي.

وأكد قيادي ميداني في حركة “أنصار الله” أن الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” تقدموا 30 كلم من حدود صعدة إلى داخل جيزان، وسيطروا على 450 قرية في محافظتي الحرث وأحد المسارحة، بعدما أخلتها القوات السعودية من السكان وخسرتها بعد ذلك في قتالها.

وبحسب المصدر، فإن ما سيطرت عليه القوات اليمنية في جيزان وما تسيطر عليه من مواقع بالعشرات منذ بدء المعارك، يجعل نسبة كبيرة من حامية جيزان العسكرية في قبضة الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”.

وتكتسب سيطرة القوات اليمنية على المعسكر أهمية عسكرية واستراتيجية، نظراً إلى ما يقدمه المعسكر لوجستياً، وما يحظى به من أسلحة وتجهيزات وموقع جغرافي، يضع عدة قرى ومدن ثانوية تحت السيطرة النارية للقوات اليمنية.

ابعاد سياسية عدة للتقدم السريع والسيطرة الشاملة للجيش و”اللجان” على المعسكر والمناطق المحيطة، ستظهر ملامحها خلال الأيام المقبلة. وستكون مرحلة جديدة من العمليات فاصلة في مسرح الحرب القائمة، لا سيما في جبهات ما وراء الحدود وبالأخص جيزان، ما سينعكس على المسار العام للعدوان السعودي على اليمن. كما ستدفع أهمية المعسكر السعودية إلى اتخاذ خياراتٍ توضح حجم هزيمتها وفشلها في الميدان اليمني.

في عام 2009، وحين شاركت القوات السعودية إلى جانب قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الحرب، سيطر مقاتلو حركة “أنصار الله” على مرتفعات الجابري، ومعها 25 قرية سعودية. أرغمت السعودية حينها على انهاء الحرب، وبدء التفاوض مع قادة الحركة.