تقرير مطوّل لمؤسسة كارينغي، يحذر ولي العهد الجديد محمد بن سلمان من خطورة تطلعاته وتسرعه السياسي، وينصح ترامب بالحذر من الدعم المفتوح الذي تقدمه إدارته للشاب المتهور.
تقرير: مودة اسكندر
ينقل تقرير موسع لمؤسسة كارينغي الأمريكية حنين واشنطن الى زمن السياسة الخارجية السعودية الغابرة، حين كانت دبلوماسية الرياض في أيدي مسؤولين متمرّسين من ذوي الخبرة، قبل أن تصبح مقاليد الحكم اليوم بيد الشاب المتهور الصاعد مؤخراً الى ولاية العهد محمد بن سلمان.
وتصف المؤسسة الأمريكية نمط السياسة القائمة في المملكة على أساس العمل في الظل، إذ لطالما فضل السعوديون استخدام دبلوماسية دفتر الشيكات والإقناع الهادئ لكسب النفوذ، وشراء الأصدقاء والأعداء، ما جعلها تعتمد اعتماداً شديداً على المظلّة الأمنية الأميركية من أجل التصدّي لخصومها الإقليميين.
أما السياسة الحالية للسعودية، فتصفها المؤسسة بالمؤجِّجة للعداء، حيث تعتمد المملكة سياسات صدامية وخطاباً مؤجِّجاً للمشاعر، معوِّلةً على الإكراه العسكري والدبلوماسي.
وتتهم "كارنيغي" المملكة بممارسة نزعة قتالية تتسبّب بزعزعة الإستقرار في مختلف أنحاء المنطقة. ففي اليمن، تقود السعودية حربا كارثية تمزق البلد الفقير إرباً إرباً، فيما يتحوّل اليمن الى مستنقع عسكري تغرق المملكة في وحوله.
على ضوء هذه الخلفية، تحذر المؤسسة من التحرك الذي قادته السعودية والإمارات ضد قطر. وترى ان محمد بن سلمان، وبدعم من الإمارات، دأب على المبالغة في تقدير القوة السعودية والتقليل من شأن قدرة خصومه.
وترى "كارنيغي"، أن محمد بن سلمان استغل تهوره للوصول الى السلطة، فاذا كانت حرب اليمن قد أوصلته الى الإمساك باقتصاد البلاد، فإن القطيعة مع قطر قد أوصلته الى العرش.
وتضيف المؤسسة، إنه إذا أصبح سلوك ابن سلمان في الأشهر الأخيرة من الثوابت في السياسة السعودية، ستكون المنطقة أقل أماناً.
وتختم المؤسسة بالقول، طالما أن الولايات المتحدة تبقى المشجّعة الأساسية للمملكة، لن تجد واشنطن والمنطقة مفرّاً من تنظيف الركام الذي يتركه وراءه ولي عهد متهوّر يتخبّط في المشاكل ولا يمتلك استراتيجيات خروج لانتشال السعوديين والمنطقة من التداعيات الفوضوية لخياراته.