بين الأزمة الخليجية والفشل السعودي في الميدان السوري، تتشتت ما يسمى بـ”المعارضة السورية”. إقالات واستقالات وتعينات، جميعها تتم بأوامر سعودية، تسعى من خلالها الرياض العودة إلى المشهد السوري بأقل الخسائر.
تقرير عباس الزين
خلافاتٌ وصراعاتُ بقاءٍ تطفو إلى الإعلام، بين شخصيات ما يسمى بـ”المعارضة السورية”. وسائل إعلامٍ نقلت عن مصادر في المعارضة، تقديم رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب استقالته من رئاسة الهيئة من دون أن تعلن الأخيرة ذلك رسمياً. كما أن مصادر في “المعارضة السورية” كانت قالت أن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، ألمح في اجتماعة مع الهئية في الرياض، نيته تغيير رئيسها.
يجري تداول أسماء عدّة لخلافة حجاب، من بينها رئيس ما يسمى بـ”تيار الغد المعارض”، أحمد الجربا. هذا ما عززه الهجوم الذي شنته عضو الأمانة العامة في “تيار الجربا”، بهية مارديني، على حجاب واصفةً دوره بـ”التعطيلي”، معتبرةً أنه “غير موجود كوجهٍ سياسي”.
ما سرّب عن عادل الجبير مؤخراً، عن دعوته أطياف “المعارضة” للتعامل مع بقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في الحكم، كان النار التي اندلعت في هشيم المعارضة السورية.
مصادر إعلامية نقلت عن عضو “الهيئة العليا للمفاوضات”، جورج صبرا، قوله إن الصراعات بدأت تظهر الآن حول القبول ببقاء الرئيس الأسد. لافتاً إلى أن المرحلة الحالية تعتبر منعطفاً في مسار “المعارضة السورية”.
الأزمة الخليجية، والصراع السعودي القطري انتقلت جبهاته أيضاً لتطال “المعارضة السورية”. إزاحة رياض حجاب من رئاسة “الهيئة العليا للمفاوضات” وما يحكى عن استبداله بأحمد الجربا سبقه تسريبات عن المعارضة، أكدت أن الرياض بصدد تنظيم مؤتمر جديد لأطراف في “المعارضة السورية” تنوي خلاله استبعاد الشخصيات المدعومة من قطر وممثلي “الإخوان المسلمين”. يأتي ذلك بالتزامن مع لقاءٍ عقده وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون السياسية والاقتصادية، عادل بن سراج، في جدة، مع ما يسمى بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي كان يشغل الجربا رئاسته سابقاً. الإئتلاف تأسس بمساعٍ وتغطية سياسية وإعلامية قطرية في عام 2012.
بين الميدانِ والسياسة، تنزلق ما يمسى بـ”المعارضة السورية” إلى المجهول السعودي. مع تقدم الجيش السوري والحلفاء ميدانياً بدأت الرياض تفقد أوراقها العسكرية في سوريا، بالتوازي مع الغياب الواضح للدور السعودي، في المفاوضات الدولية حول الأزمة السورية، وليس أخرها مفاوضات “أستانا” التي كشفت عن تخبطٍ في وفود “المعارضة السورية”.
غياب الرياض عن الدول الضامنة لإتفاق “مناطق خفض التصعيد” الذي خرج عن المفاوضات، وتراجع دورها لصالح أنقرة المنسقة مع موسكو، وضعها في عزلةٍ إقليمية في ما يخص الملف السوري، وليست التغيرات في وجوه المعارضة السورية، إلا محاولةٌ يائسة للملمة خيباتِ الميدان والسياسية.