دخلت معركة تحرير الرقة في شهرها الثالث ولم يزل تنظيم “داعش” الإرهابي متحصناً في معقله الأخير على الرغم من الإعلان الأميركي إن “قوات سوريا الديمقراطية” نجحت في السيطرة على 60 في المئة من المدينة.
تقرير ابراهيم العربي
إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الرقة ليس هدفه محاربة الإرهاب بقدر ما هو تكريس لنفوذ واشنطن في سوريا والمنطقة، والذي يأتي ضمن مشروع تقسيم المنطقة، وتفتيت الدولة السورية، من خلال إيجاد مبررات لكيانات فيدرالية.
الولايات المتحدة بعد أن تورطت أمام العالم في دعم الإرهاب، تريد أن تُظهر نفسها كمحاربة له، من خلال عملية إعلامية لا تنعكس على الأرض، لتفرض واقعاً جديداً في منطقة شرق الفرات، لإقامة كيان ذو طابع طائفي تابع للولايات المتحدة سياسياً، مع وجود الأدوات الثمينة في المنطقة بتواجد مطار في الرقة ربما تتخذه قاعدة عسكريا لها، وأيضا وجود سد الفرات الذي ينتج 800 كيلو واط، ومواقع بترولية تنتج حوالي 20 ألف برميل يومياً، ما يمثل مقوما اقتصاديا كبيراً.
لا يمكن إنكار حقيقة أنّ محافظة الرقة بموقعها الاستراتيجي شمالي شرق سوريا تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سوريا وشرقها وشمالها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب العراقي والتركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة دير الزور شرقا وحلب شمالاً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة الرقة في خريطة المعارك المقبلة في الشرق والشمال الشرقي والشمال السوري بشكل عام.
على الرغم من اعلان إريك باهون، المتحدث باسم “البنتاغون” لشؤون الشرق الأوسط، إن “قوات سوريا الديمقراطية” نجحت في السيطرة على 60 في المئة من مدينة الرقة، داعياً في الوقت نفسه الجميع إلى الانخراط في أي عملية تستهدف القضاء على تنظيم “داعش” الارهابي، يستمر مسلسل الوهم الأميركي في الرقة، ما يؤكد استمرار أميركا وحلفائها في مسار حربهم المباشرة وغير المباشرة على سوريا، وأنّ أي حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول إلى حل سياسي للحرب على سوريا، ما هو في النهاية إلا حديث وكلام فارغ من أيّ مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع، فأميركا وحلفاؤها في الغرب والمنطقة كانوا وما زالوا يمارسون دورهم الساعي إلى إسقاط الدولة السورية بكل أركانها بفوضى طويلة تنتهي حسب رؤيتهم بتقسيم سوريا.