على الرغم من نفي النظام السعودي المتكرر لتهمة تسييس الحج في كل عام، إلا أن سياساته مع الدول تؤكد استغلاله لواقع وجود الكعبة ضمن نطاق نفوذه الجغرافي، في خدمة أجنداته الخارجية.
تقرير رامي الخليل
فشلت الرياض في نفي تهمة تسييسها لفريضة الحج، وعلى الرغم من تأكيدها عدم استغلال هذه الفريضة لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن استخدامها لورقة الحج في النزاع مع كل من قطر، إيران، مصر، سوريا، العراق، اليمن وغيرها من الدول، أكدت أن الرياض لا تتوانى عن حرمان المسلمين من أداء واجب الحج خدمة لأجنداتها الخارجية.
تعاطي المملكة مع قطر في ظل الأزمة الخليجية الأخيرة، إن لرفضها التواصل مع وزارة الأوقاف القطرية لتنظيم أمور الحج، أو في اشتراطها وصول الحجاج القطريين جواً وعبر طائرات غير قطرية، أمر أرادت منه الرياض الضغط على الدوحة ودفعها للقبول بإملاءاتها السياسية.
امتدت هذه السياسة أيضاً إلى ايران، وفيما لم يتمكن الحجاج الإيرانيون في العام الماضي من أداء فريضة الحج نظراً إلى محاولات الرياض ابتزاز طهران سياسياً، فإنهم كادوا في العام الحالي أن يواجهوا الأمر ذاته، وقد حاولت السعودية عرقلة العملية مجدداً بعد رفضها منح تأشيرات لدبلوماسيين إيرانيين معنيين بأمور الحج.
الحرب على اليمن كانت حاضرة للعام الثالث على التوالي في فريضة الحج، إذ لا تزال السلطات السعودية تمارس التضييق على الحجاج اليمنيين، وقد أكدت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية أن الرياض حوَّلت عبر مرتزقتها السماسرة فريضة الحج إلى وسيلة للإرتزاق والمتاجرة.
ووجد السعي السعودي إلى تحسين العلاقة السياسية مع العراق ضالته في الحج أيضاً، وفي ظل الانفتاح بين الدولتين، زادت الرياض 5 الاف تأشيرة حج على حصة بغداد، وهو ما وصفته الصحف السعودية بـ”الهدية الدسمة”.
في مصر، وضمن محاولات الرياض التأثير على قرار مجلس النواب بشأن تبعية جزيرتي تيران وصنافير، حصل كل نائب مصري على ثلاث تأشيرات للحج، أي بمجموع 1800 تأشيرة حج إضافية هذا العام، وفي المقابل، حصلت الرياض على اعتراف مجلس النواب المصري بملكيتها للجزيرتين، وذلك بعدما كان أصدر القضاء المصري حكماً يقر بتبعية الجزيرتين لمصر.
لم يغب التطبيع مع إسرائيل أيضاً عن تطلعات النظام السعودي، وقد كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه تم الاتفاق بتنسيق أميركي على بدء تفعيل خط طيران مباشر بين كيان الاحتلال والسعودية، وذلك بذريعة تسهيل وصول الحجاج الفلسطينيين إلى المملكة، لأداء فريضة الحج.