أخبار عاجلة
جانب من الحدود السورية الأردنية

إعلان عمّان فتح المعابر مع سوريا: فشل الأهداف الأميركية- الأردنية

تتجه الأردن إلى خطواتِ ما بعد سيطرة الجيش السوري على الحدود معها. الدعوة إلى فتح المعابر كانت أولى شرارات الحسم العسكري، الذي أفضى إلى وقائع سياسية جديدة تحاول عمّان اللحاق بها.

تقرير عباس الزين

في السياسة، ليس بالأمر المفاجئ أن تعلن الأردن عن رغبتها في فتح المعابر بينها وبين سوريا. كان الأمر متوقعاً في ظلِّ متغيراتٍ ميدانية طارئة وضعت عمّان أمام خياراتٍ محدودة لا يمكن تجاوزها.

سيطر الجيش السوري على كامل بادية السويداء الحدودية مع الأردن. سبق ذلك تحريره لمنطقة نصيب الحدودية ومعبرها، في محافظة درعا، الأمر الذي تزامن مع حركة عودة للاجئين سوريين مقيمين في الأردن إلى مناطقهم في الجنوب السوري عبر المعبر، في دلالاتٍ استراتيجية، تؤكد أن الحكومة السورية بدأت تُسيطر على مُعظم منافذها الرئيسة.

تلك تطورات كانت مقدمات ميدانية حاسمة دفعت بوزير الدولة لشؤون الإعلام، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إلى الخروج والتأكيد أنّ فتح معبر نصيب على الحدود مع سوريا بشكلٍ رسمي، فيه “مصلحة مشتركة للبلدين”.

وأشار المومني، في مؤتمرٍ صحافي في عمّان، إلى أن بلاده “حريصة على سير الأمور الأمنية في الاتجاه الصحيح في سوريا، ليس فقط المعبر وأيضاً بشأن الطريق الدولي فيما بعد المعبر”، موضحاً أنه “سيعقد، الإثنين، اجتماعاً لبحث موضوع سيطرة الجيش السوري على الجانب المقابل لحدود الأردن”.

دفعت أسباب عدة الأردن إلى مثل هكذا خطوة. وفقاً لمراقبين، فإن توجه عمّان نحو عودة تطبيع العلاقات مع دمشق، تأتي بعد قناعةٍ توصلت إليها بأن الولايات المتحدة، وفي ظلِّ قرارها وقف برنامج دعم المجموعات المسلحة، قد غسلت يديها من الأزمة السورية.

أغلقت واشنطن ما يسمى بـ”غرفة موك” التي أقامتها مع حلفائها في عمّان لدعم المسلحين، وسحبت من الأخيرة إحدى الضمانات التي كانت تصعّد على إثرها موقفها ضد الحكومة السورية. وقبل أشهر قليلة، هددت عمّان بعمل عسكري داخل سوريا بزعمها اضطرارها لحماية حدودها. تلك التهديدات كانت مصحوبة بتحركاتٍ عسكرية أميركية بريطانية وأردنية عند الحدود مع سوريا، والتي توجت بمناورات ما سمي بـ”الأسد المتأهب”.

الآن، بعد أشهرٍ من تلك المناورات والتحرك السريع للجيش السوري على طول خط الحدود مع الأردن، إلى جانب محاصرته لمناطق عمل القوات الأميركية وحلفائها، جميعها تطورات ميدانية، أسقطت أي أهمية استراتيجية وعسكرية لتحرك واشنطن وحلفائها ومن ضمنهم الأردن. وكان هذا التحرك يهدف إلى فتح طريقٍ عسكري تمهده المجموعات المسلحة انطلاقاً من الحدود في اتجاه العاصمة السورية.
الأسد “المتأهب” في دمشق، استطاع الإلتفاف على المساعي الأميركية – الأردنية، ودفَع عمّان إلى اتخاذ مواقف تتناسب مع التموضع الأميركي الجديد، الذي فرضه الجيش السوري جنوب البلاد.