برزت مؤشرات من خلال تصريحات سعودية ودولية تدل على أن وقت الحل في اليمن قد حان سعودياً، وأن مشروع العدوان السعودي قد هُزم بعد استنزاف طويل.
تقرير ابراهيم العربي
تشي معطيات عدة بأن الرياض تبحث عن حل جدي للخروج من مستنقع اليمن، في توقيت يرى فيه مراقبون أنّه الأصعب عسكرياً بالنسبة إلى السعودية، في حين يجهد المبعوث الأممي إلى اليمن ولد الشيخ أحمد من عمان إلى طهران عن حل يحفظ ماء وجه الرياض.
فقد كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، من خلال مراسلات مسربة بين السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، والسفير الأميركي السابق في الاحتلال الاسرائيلي، مارتن إنديك، أن ولي العهد محمد بن سلمان يريد الخروج من حرب اليمن التي دخلت عامها الثالث من دون أن تحقق السعودية أياً من أهدافها، وأنه لا يمانع وجود تنسيق إيراني – أميركي مسبقاً.
في ظل ذلك، يبرز إعلان زعيم “التيار الصدري” في العراق السيد مقتدى الصدر، في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط” المحلية، أن ولي العهد محمد بن سلمان بشّره بانتهاء الحرب في اليمن.
تخفي البشارة السعودية للصدر وراءها تراجعاً سياسياً وعسكرياً، وهو ما عبر عنه الخبير الاستراتيجي بروس ريدل الذي عمل مستشاراً سابقاً لـ4 رؤساء أميركيين والضابط الاستخباراتي السابق ومدير معهد “بروكينغز” الاستخباري، اللذان أشارا إلى أن السعودية غارقة في مأزق مكلف في اليمن حيث تتغلب عليها عدوتها اللدودة إيران، بحسب ما يقولان.
بعيداً عن الميدان الذي أرهق الرياض وحلفائها، ثمة رغبة أميركية في إنهاء الحرب بدت أكثر وضوحاً في كلام السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر، المقيم في جدة منذ أشهر، والذي أشار فيه إلى ما يشبه بداية مرحلة جديدة للدور الأميركي في التعامل مع الحرب الدائرة في اليمن، إذ كشف عن أن واشنطن سترفع من جهودها لاستئناف الحل السياسي، وأنّ الحل السياسي يوجب على كل الأطراف أن تقدم تنازلات.
تأتي النوايا السعودية في وقت تنشط حركة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بما تظهر من تغيرات جذرية طالت النظرة الدولية التي شكلت ضغطاً جديداً على السعودية، اتجاه ما يجري في اليمن انطلاقاً من الوضع الانساني المتردي الذي فرضته السعودية باغلاق مطار صنعاء. فبعد زيارته لسلطنة عمان وإيران منذ أيام وما رافق الزيارة من تصريحات لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حول ضرورة إنهاء الفاجعة الإنسانية والوصول إلى حلول سياسية، تشير المعطيات جميعها إلى أنّ مباحثات جدية تسعى إليها السعودية لوقف الحرب في هذا البلد.