في وقت تدّعي السعودية محاربة الارهاب والتطرف في العالم، يظهر جلياً دعمها غير المعلن للجماعات الارهابية، ونشر تعاليم الوهابية، التي اعتمدها تنظيم "داعش" في مدارسه، ليتبيّن أن محاربة قطر بسبب دعم الارهاب ليس مبررا كافياً..
تقرير: سناء ابراهيم
بين الاخذ والرد ترزح الازمة الخليجية بين قطر والدول الاربع، بفعل اصرار الاطراف على توجيه الاتهامات المتبادلة، ما حرّك الرأي العام لتحليلات اسباب تفاقم التوتر، خاصة بتأكيد الاطراف على توجيه الاتهامات للدوحة بدعم الارهاب والتطرّف، وهي الخاصية التي تتهم بها جميع دول المقاطعة وفي مقدمتها الرياض، المنغمسة في تمويل الجماعات الارهابية في شتى دول العالم.
"قطر تدعم التطرف.. فما الذي تفعله السعودية؟ "، تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز الاميركية" تقريرا حول الازمة الخليجية، التي تتفاقم حدتها من أسابيع، من دون التوصل الى تسوية او حوار بين الاطراف، وبيّنت الصحيفة أن الخلاف بين قطر والسعودية التي تتهم الأولى بدعم التطرف والإرهاب، محيرا، والمحير ليس لأن قطر بريئة تماما – فقد قامت برعاية واستضافة عدد كبير جدا من المسلحين ولا أحد يدعي خلاف ذلك، مضيفة أن السعوديين الذين يعترضون على تمويل التطرف لم يقوموا بفعل الكثير ضد التطرف الذي لديهم، وفق تعبيرها.
السعودية لم تكن تمول بشكل مباشر المنظمات الإرهابية، ومع ذلك، فإن ما حدث منذ سنوات عديدة هو أن مجموعة من المعتقدات قد انطلقت من السعودية تمثل السلفية الوهابية، أوضحت
الصحيفة، مشيرة الى أن تلك المعتقدات تخلق نظرة عالمية غير ليبرالية، غير متسامحة ومعادية للغرب وتروج لفكر يجعل الأتباع أكثر عرضة لخطاب من سمتهم "الجماعات الإسلامية العنيفة".
نيويورك تايمز شددت على أن السعودية والبلدان الوهابية كانت تموّل بلا هوادة عمليات نشر الوهابية، وذلك من أجل تعزيز التعصب والتحريض على الكراهية، مضيئة على البعثات والحملات التي ترسلها الرياض الى مختلف دول العالم من أجل نشر تعاليم الوهابية، بحجة وزعم نشر التعاليم الاسلامية من جهة، وبناء المساجد من جهة أخرى، خاصة في البلدان الفقيرة.
في المقابل، كانت هناك منح دراسية ومكافآت سخية تقدمها الرياض الى جيل من الشخصيات الدينية الإسلامية التي سافرت من الدول الغربية إلى السعودية ليتم تدريبهم على أيديولوجية الوهابية، وبيّنت الصحيفة أن ما يبعث على الانزعاج بشكل خاص تقرير عام 2010 من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، الذي أشار الى أن حوالي 5000 طفل في بريطانيا كانوا يدرسون من المناهج الدراسية الرسمية في السعودية، وهذه الكتب متطرفة لدرجة أنها اعتمدت في عام 2014 ككتب مدرسية من قبل تنظيم "داعش".