وفد عسكري من قبل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا يزور قطر، سبقه زيارة قائد قوات الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى روسيا وإعلانه من هناك استئناف القتال، مؤشران يدلان على تأزم الوضع في ذلك البلد.
تقرير ابراهيم العربي
ما بين الدوحة وموسكو ومحاولات عربية ودولية لإيجاد حل لوفاق ليبي ليبي، لم يشهد الليبيون أي تقدم أو نتيجة على الأرض. وفي ظل أزمة قطرية مع الخليج والتي تُتَهَمُ بتمويل جماعات مسلحة في ليبيا، التقى وزير الدفاع القطري خالد العطية، آمر غرفة عمليات “البنيان المرصوص” التابعة لـ”حكومة الوفاق” الوطني في ليبيا، العميد بشير القاضي، بعد أن كان أمير قطر تميم بن حمد قد استقبل الوفد الليبي.
تميم أكّد خلال اللقاء بالديوان الأميري في العاصمة الدوحة، دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني، وموقف قطر الثابت في مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله.
من جهته، قدّم القاضي، خلال الاجتماع، الشكر لدولة قطر على مساندتها لقوات البنيان المرصوص في عملياتها ضد “داعش” في مدينة سرت. يقابل الدعم القطري لـ”حكومة الوفاق” دعم الإمارات والسعودية لـ”قوات الجيش الوطني” الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر، وعلى خلفية الأزمة القطرية، تنظر الرياض وأبوظبي إلى ليبيا على أنها المعركة التالية ضد الإسلام السياسي المدعوم من الدوحة.
أكدت زيارة حفتر إلى موسكو الاهتمام الروسي بالملف الليبي بأن طرابلس أصبحت بشكل متزايد هدفاً للطموحات الروسية المتصاعدة لبحث دور أكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي أكد عليه حفتر نفسه، مشيراً إلى أن مواقف الجانبين الروسي والليبي متطابقة. تلاه إعلان حفتر نفسه عن استئناف القتال في البلاد من موسكو، ما يشير إلى موافقة ضمنية من روسيا التي سبق وأن باركت اتفاق باريس، التي كانت تطمح من خلاله فرنسا إلى تمكين حليفها حفتر من التواجد في أي تسوية قادمة بالبلاد.
الموافقة الروسية عبّر عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه بحفتر في موسكو، مشدداً على أنه لا وساطات لحل الأزمة الليبية إلا عبر الأمم المتحدة.
بدوره، وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، إلى مدينة مصراتة في زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً، للقاء قيادات سياسية ومجتمعية، بعد أن زار الأسبوع الماضي مدينة طبرق حيث التقى رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، كما زار العاصمة طرابلس حيث اجتمع مع السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، عبد الرحمن السويحلي.