فيما لم تكن قد جفت بعد دماء ضحايا الهجمات الإرهابية التي ضربت أوروبا، برزت تقارير تحذر من خطورة القضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط. تزامن ذلك مع تحريض أميركي ضد المسلمين.
تقرير ابراهيم العربي
المشهد الإرهابي المميت في القارة العجوز والحوادث الدامية الأخيرة التي استهدف مدينتي برشلونة الإسبانية السياحية وتوركو غرب فنلندا، تشير إلى أن الشعور بالتهديد لدى الأوروبيين والسياح الأجانب بات أقوى بكثير حالياً وأن الأعمال الإرهابية أضحت أمراً أكثر قرباً إليهم من ذي قبل.
وأفادت وكالة “آي تي أس” السويسرية بأن زهاء 3 آلاف مسلح من تنظيمي “داعش” و”النصرة” الإرهابيين قد يصلون إلى أوروبا في وقت غير بعيد. ونقلت الوكالة عن التقرير المسمى بـ”شبكة التوعية بالراديكالية” الذي أعدته اللجنة الأوروبية أن 30 في المئة من الإرهابيين الأوروبيين عادوا إلى دول الاتحاد الأوروبي بشكل غير شرعي أو تم اعتقالهم إثر وصولهم، وذلك بعد تعرف السلطات عليهم وكشفها المسبق لخططهم.
شكل الهجوم الإرهابي مناسبة لذرف الدموع عند بعض الساسة، وفرصة للتذكير بما اعتبروه صواباً في مواقفهم من عملية محاربة التطرف والإرهاب. ففي إطار رد فعله على هجوم برشلونة، أثار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رواية كان قد استخدمها خلال حملته الانتخابية في عام 2016 وثبت عدم صحتها.
وقال ترامب، في تغريدة على موقع تويتر: “أدرسوا ما فعله الجنرال بيرشينغ من الولايات المتحدة للإرهابيين عندما تم القبض عليهم. فلم يحدث المزيد من الإرهاب الراديكالي الإسلامي لمدة 35 عاماً”، في إشارة منه إلى الحرب العالمية الأولى حيث أطلق بيرشينغ في الفيليبين، خلال محاولته التصدي لثورة جماعة “المورو” ضد الجيش الأميركي بين عامي 1899 و1913، النار على 50 سجيناً مسلماً برصاصات مغمسة بدم الخنازير.
لا يقل التحريض السياسي خطورة عن الإرهاب المنتشر، فكلاهما يولد خوفاً ورعباً في نفوس الآخرين، وقد رأى مراقبون أن تبني تنظيم “داعش” الهجمات الأخيرة من شأنه أن يزيد من مستوى العنصرية اتجاه أبناء الأقليات المسلمة في أوروبا، وهو ما ينذر بتغيرات قد تمس جوهر النظرة الأوروبية إلى المسلمين والمهاجرين.