بين انقلاب العام 1972 وما سمي مؤخراً بـ"وساطة" عبدالله بن علي آل ثاني، تعزف الرياض على وتر الخلافات داخل أسرة آل ثاني تحت عنوان الحج، في سياق محاولاتها لإنقلاب سادس في قطر ضد أميرها تميم بن حمد.
تقرير عباس الزين
في زيارته الأخيرة للسعودية، بدا واضحاً الدور المطلوب من عبدالله بن علي آل ثاني في الأزمة الخليجية. الرياض عملت على استثمار الأخير، في وجه أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، مهددةً عرش تميم، انطلاقاً من الصراع التاريخي على الحكم، بين أبناء العم.
عبدالله بن علي، هو شقيق حاكم قطر السابق، أحمد بن علي، والذي تمت إطاحته من قبل ولي عهده وابن عمه، خليفة بن حمد، جد أمير قطر الحالي تميم في العام 1972. خليفة اعتبر نفسه حينها، الأحق بالحكم من أحمد، الذي تنازل له والده عن الحكم في العام 1960. منذ ذلك الحين، لم يعد لأبناء أحمد، أي صلة بالحكم.
محاولات السعودية استغلال الخلافات داخل أسرة آل ثاني، كانت أولى مؤشراتها البيان الذي أصدره ما عُرف بـ فرع "أحمد بن علي من أسرة آل ثاني" في أيار الماضي، معتذرين للملك السعودي عن تصرفات تميم، ومطالبين الأخير بالتنحي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الرياض" السعودية في حينها.
الآن أتى دور عبدالله بن علي آل ثاني شقيق أحمد، إذ التقى محمد بن سلمان في جدة، ليعود بعدها ويلتقي الملك سلمان في مدينة طنجة، وما صاحب هذه اللقاءات من جدل حول وساطته للحجاج القطرين.
أراد السعوديون إعطاء عبدالله آل ثاني مكسب سياسي عبر وساطته للشعب القطري بشأن الحج.
الإعلام السعودي عمد إلى تضخيم "إقبال" المغرّدين على حساب عبدالله آل ثاني على "تويتر"، حيث شكر قبول الملك سلمان وساطته.
الخارجية القطرية، نفت وجود أي معلوماتٍ عن الوساطة، اذ اعتبرها محمد بن عبدالحمن دليلاً على تسييس الحج، فيما المغردون القطريون وسمَ "بيعتي لتميم"، بعدما استشعروا محاولة السعودية الترويج لبديل عنه.
مساعي الرياض وأبو ظبي للإطاحة بتميم عبر انقلاب سادس في قطر، يأتي مع انعدام الخيار العسكري لدول المقاطعة، فيما يشكل عبدالله آل ثاني، استثماراً سياسياً للرياض، في مرحلة قد تطول لتنتهي بمحاولة انقلاب.