حقيقة ما يعانيه اليمن مخبأة في تقرير أممي سري يتضمن وبناء على المعلومات والأدلة، اتهامات صريحة للإمارات بالتورط في دعم وتمويل الجماعات المسلحة والسماع بتوسع نفوذ القاعدة في المحافظات الجنوبية.
تقرير هبة العبدالله
أنهى فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية على اليمن إعداد تقريره الأخير والذي حظيت الإمارات بحيز كبير منه. تتهم الوثيقة الأممية السرية أبو ظبي بدعم جماعات مسلحة في اليمن وممارسة الاحتجاز غير القانوني والإخفاء القسري فيه.
ويشير التقرير، الذي كشفت عنه قناة "الجزيرة" القطرية، إلى انتشار ميليشيات ومجموعات مسلحة في اليمن تتلقى تمويلاً مباشراً ومساعدات من المملكة السعودية والإمارات المتحدة.
كما يشير التقرير السري إلى أن إحدى تلك المجموعات في تعز يقودها شخص يدعى أبو العباس وتموله الإمارات، وقد رفضت هذه المجموعة الانضمام إلى الجيش اليمني؛ بالإضافة لعدم خضوع قوات رسمية كـ"قوات النخبة الحضرمية" و"قوات الحزام الأمني" التي ترعاها وتمولها الإمارات لسلطة حكومة هادي في عدن.
ويضيف التقرير أن الصراع في تعز عزز دور "أبو العباس" بدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع حركة "أنصار الله"، سمح بانتشار عناصر تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي والعسكري لحزب "الإصلاح".
ومن بين الأمور اللافتة التي احتوتها الوثيقة، توثيقها اعتراض شاحنة لوحتها مسجلة في دبي في 27 من نوفمبر الماضي عند حاجز قرب مأرب، تبين أنها تحمل مكونات تكفي لتصنيع ثلاثين طائرة مسيرة من نوع "كاشف 1" يعمل فريق التحقيق الأممي حالياً على تحديد هوية الشركة المصنعة وسلسلة التوريد.
كما يعمل فريق الخبراء على التحقيق في الأموال المحتملة التي يمكن أن يكون خالد علي عبد الله صالح وأخواه صلاح وصخر قد تلقياها لصالح الأفراد المدرجة أسماؤهم في القائمة من التحويلات التي تفوق قيمتها عشرين مليون دولار أميركي، من خلال شركة "ريدان" الاستثمارية في الإمارات.
كما يؤكد التقرير الذي تتكتم الدول الأعضاء في مجلس الأمن على تفاصيله منذ تسلمه مطلع الشهر الحالي، ما سبق وذكرته وكالات أنباء ووسائل إعلام ومنظمات حقوقية كـ"هيومن رايتس ووتش" عن أن دولة الإمارات تدير مباشرة وعبر وكلاء محليين سجوناً في منشآت مدنية في بعض محافظات جنوب اليمن.