فيما نفت السعودية لجوءها إلى العراق للتوسط بهدف تخفيف التوترات مع ايران، وفي ظل الأزمات التي تلاحق المملكة، كشفت المتغيرات الاقليمية سعي الرياض لتطبيع علاقاتها مع طهران شريطة تحاشي الحرج مع حلفائها.
تقرير رامي الخليل
على الرغم من مكابرة المملكة لناحية نكران طلبها من العراق التوسط لدى الجمهورية الإسلامية لتخفيف مستوى التوتر بين الدولتين، إلا أنها لم تنجح في مساعي النكران التي لجأت إليها بهدف الحفاظ على ماء الوجه، وهي التي تجهد للخروج بصورة المنافس الند لطهران.
وتشير المعلومات إلى أن الرياض لم تكن تريد لطلب الوساطة العراقية أن يخرج إلى العلن، نظراً إلى ما في الامر من إحراج لها أمام حلفائها، غربيين كانوا ام عرباً، ومن هؤلاء من قطع علاقاته مع إيران تضامناً مع الرياض، لكن تصريحات وزير الداخلية العراقي قاسم العراجي جاءت بما لا تشتهي الرياض، ما اضطرها إلى النفي العنيف بعد مرور يومين على كلام العراجي.
وأكد مستشار وزارة الداخلية العراقية، وهاب الطائي، أنه كان من المفترض أن يتم أول لقاء غير معلن بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين على مستوى ديبلوماسيين من سفارتي طهران والرياض في العراق، في بغداد بعد عطلة عيد الأضحى في شهر سبتمبر / أيلول 2017، لكن الكشف عن الوساطة تسبب بوقف الاتصالات المتعلقة بهذا الشأن بين العراق والسعودية.
ورأى مراقبون أن سياسات الرياض الأخيرة تثبت صحة ما أعلنه العراجي، وقد طغت المرونة على ممارساتها الثنائية مع إيران. وبالإضافة إلى الترحيب المنقطع النظير الذي قابلت به الحجاج الإيرانيين، فإن المملكة أوجدت لطهران 3 مكاتب دبلوماسية على أراضيها لحل ما سمي بمشاكل الحجاج الإيرانيين، وهي كانت قد طلبت في وقت سابق إيفاد وفد دبلوماسي لتفقد سفارتها المغلقة في طهران.
تؤكد هذه الممارسات سعي الرياض الحثيث غلى تخفيف التوترات مع طهران، خاصة وأن المملكة تعاني من أزمات متعددة ومتشابكة، إن داخلياً على صعيد السياسة والاقتصاد، أو خارجياً، وهي أزمات لم تعد قادرة على تحمل كلفتها، من مأزقها في حرب اليمن وعجزها عن تحقيق أهدافها، مروراً بسوريا وفشل جماعاتها المسلحة في تحقيق أجنداتها السياسية والعسكرية، ما جعلها في أمس الحاجة إلى طوق النجاة الإيراني.