أمام المعارضة الإقليمية التي يحظى بها استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق عن حكومة بغداد، أطلق زعيم الإقليم مسعود بارزاني سلسلة مواقف داعمة للسعودية والإمارات ومهاجمة لقطر كمنبه للدور الذي سيحظى به التنظيم بعد الاستفتاء.
تقرير هبة العبدالله
على مقربة من استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر / أيلول 2017، وفي ذكرى تأسيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الذي يتزعمه مسعود بارزاني، خرج الأخير بتصريحات تشكل قولبة لمواقف مستقبلية للإقليم.
وأشاد بارزاني، في مقابلة مع صحيفة “عكاظ” السعودية، بالعلاقات مع المملكة السعودية واصفا إياها بـ”العميقة والتاريخية” وكذلك بالنسبة للإمارات، فيما اعتبر أن العلاقة مع قطر “باهتة وأقل أهمية”، وأن الدوحة “لعبت لعبة خطيرة وكبيرة”.
وأكد بارزاني أن استفتاء إقامة دولة كردية لمناطق العراق الكردية “سيجري في تاريخه المحدد”. ويأتي موقفه بعدما نفى مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي إعلان الهيئة العاملة للمكتب السياسي لـ”حزب الاتحاد الوطني الكردستاني”، ملا بختيار، حول إمكانية تأجيل الأكراد استفتاء الاستقلال مقابل الحصول على تنازلات من بغداد.
لم يخف رئيس الإقليم الكردستاني المكون من 3 محافظات في شمال العراق يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1991 موقفه من حكومة بغداد بل عبر صراحة عن استيائه منها.
يحجز بارزاني باكرا جدا، وقبل أشواط من نتيجة الاستفتاء، مقعداً للإقليم الذي يريده دولة مستقلة تضم ملايين الأكراد في التحالفات الإقليمية القائمة، فيخلق خطاً معادياً مع العراق وتابعاً للتحالف الأميركي الإماراتي الذي سبق ودعمه في طلب الانفصال عن العراق.
وإذا كانت مواقف بارزاني رد جميل للداعمين فإنه يحفظ بالتالي موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد دعمه قيام دولة كردية مستقلة، والذي سبق وأعلن قبل أعوام في إطار دراسة استقصائية للكونغرس الأميركي للقضايا الإقليميعن ضرورة دعم تل أبيب التطلع الكردي للاستقلال.
أمام الاعتبارات الإقليمية والدولية، تتقاطع حسابات مسعود بارزاني لمستقبل إقليم كردستان مع حسابات كيان الاحتلال المتجذر بصراعه الوجودي مع دول المنطقة العربية وهو ما يتطلب مراجعة سياسية تصب في صالح الشعب الكردي.