إقحام المقدسات وتسيسها في صراعات نظام آل سعود ليس بجديد، وربما لم تكن الوقاحة الأولى بالتاريخ على يد أعراب قريش لأن أحفادهم واصلوا مسيرتهم التخريبية والتآمرية على المسلمين حتى اليوم.
تقرير محمد دياب
يحاول نظام آل سعود، مدفوعا باستمرار الافتراءات والأكاذيب والمغالطات، تصوير الباطل حقاً والحق باطلاً حتى لو كان الأمر يتعلق بالركن الخامس من أركان الإسلام.
يثير إقحام المقدسات وتسيسها في صراعات المملكة السعودية سخطاً كبيراً على نظام آل سعود يفوق المليارات التي تبذّرها المملكة الوهابية لشراء الولاءات، وربما لم تكن الوقاحة الأولى بالتاريخ على يد أعراب قريش لأن أحفادهم واصلوا مسيرتهم التخريبية والتآمرية على المسلمين.
في عام 6 للهجرة منعت أعراب قريش الرسول (ص) وأصحابه من الحج. وفي عام 1812م منع أحفادهم، آل سعود، حجاج مصر والشام من الحج بذريعة أن إسلامهم “ليس كاملاً”، بل فرضوا شروطاً على الحجاج منها:
– عدم حلق اللحى.
– عدم التلبية بأصوات عالية.
– عدم القول “يا محمد”.
– دفع 10 جنيهات ذهبية لكل حاج.
– أن يدفع أمير الحج المصري والسوري كلاً منهما 10 جوار وعشرة غلمان بلون أبيض كل سنة.
فرفض الحجاج هذه الشروط وامتنعوا عن الحج لست سنوات “مقسمين أن لا يحجوا حتى يطهروا قبلتهم من آل سعود وآل الشيخ” وضغطوا على الحكام فحرَّك والي مصر “جيش التحرير العربي” لتخليص الأمة العربية والإسلامية من هاتين الأسرتين السعودية و الوهابية، وبذلك تم القضاء على الدولة السعودية الاولى حيث قاد إبراهيم محمد علي باشا “جيش التحرير العربي” للجزيرة العربية الذي أنضم إليه أبناء اليمن وعُمان.
حادثة الحج اليماني والتي عُرفت بـ”حادثة تنومة” عام 1921م توجهت قافلة من اليمنيين للحج (قدرت بـ3000 رجل) في الوقت الذي كانت فيه الحرب جارية بين ابن سعود وشريف مكة، فما إن وصل موكب الحج إلى وادي تنومة حتى بدأت القوات السعودية بإطلاق النار عليهم قتلتف معظمهم.
في زمن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959م ولاعتبارات سياسية أعاد آل سعود الحجاج السوريين وأعادوا كسوة الكعبة المصنوعة في مصر ورفض آل سعود أن يحج أهالي مصر ما لم يدفعوا عملة صعبة إما جنيهات استرلينية أو دولارات أميركية.
منع أعراب آل سعود أبناء اليمن من الحج بعد قيام ثورة 26 سبتمبر / أيلول 1962م “لإعتبارات سياسية”. وفي عام 2011م، أفتى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي البلاط السعودي بأن الحج من دون تصريح “حرام”.
ومنذ عام 2012م حتى اليوم، يمنع أعراب آل سعود السوريين من الحج “لإعتبارات وأسباب سياسية”. كما يمنع عراب آل سعود، منذ عام 2015م، يمنعون اليمنيين من الحج “لإعتبارات واسباب سياسية”.
لا ننسى ماذا فعلت المملكة الوهابية بحجاج منى حيث كانت الجريمة الكبرى. واليوم، يدفع حجاج قطر ضريبة الحصار السعودي. ناهيك عن شخصيات كثيرة وعلى مر التاريخ منعهم أعراب آل سعود من بيت الله الحرام لأسباب سياسية واعتباطية.