بذريعة عدم تسيس فريضة الحج، أثبتت السعودية بنفسها تسيسها للفريضة. في ظلِّ رفضٍ شعبي سعودي وقطري لمكرمة الملك سلمان لحجاج قطر، تُوزع بين انعدام الحاجة وتغافل معاناة السعوديين.
تقرير عباس الزين
انقلبَ السحرُ على الساحر في ما يخص ملف الحجاج القطريين. حاولت السعودية من خلال قرار الملك سلمان إرسال طائرات لاستضافة الحجاج القطريين كافة على نفقته، والسماح بدخولهم السعودية عبر منفذ سلوى البري، إبعاد شبهة تسييس الحج عنها، إلا أنها أثبتت من خلال هذا القرار، التهمة على نفسها، بعد ترويج القرار في سياق الأزمة الخليجية، وإظهاره على أنه جاء بوساطة عبدالله بن علي آل ثاني، بهدف إعطائه مكسباً سياسياً أمام الشعب القطري، يستثمره كبديل عن أمير قطر تميم بن حمد.
تحت وسم #حجنا_برعاية_الأوقاف_القطرية اشتعلت وسائل التواصل الإجتماعي في مهاجمةً قرار الملك سلمان، وعبر ناشطون قطريون عن عدم حاجتهم لأي مكرمة من الرياض، خصوصاً إذا كانت لدوافع سياسية، داعين السلطات السعودية إلى صرف تلك الأموال على من هم بحاجة من مواطنيها، وعدم استثمارها سياسياً على حسابهم.
وأكد قطريون حاجتهم للشعور بالأمان خلال موسم الحج فقط، مشددين على أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني هو الوحيد المخوّل بالنظر في الصعوبات المالية للحجاج القطريين.
ومع دخول مواطنين سعوديين على الوسم، كان واضحاً حجم التسيس الذي اتبعته سلطات الرياض في قرارها، بعد امتعاض العديد من المواطنين على خطوة سلمان، داعين الملك إلى إكرام شعبه الذي يقبع نصفه تحت خط الفقر، قبل إكرام الشعوب الباقية.
وعمد مواطن سعودي، في الوسم، إلى المقارنة بين المداخيل المالية للمواطن القطري والمواطن السعودي، موضحاً التفاوت الكبير بينهما، في إشارةٍ الى التأثير السلبي الذي عكسه قرار سلمان على المواطن السعودي.
وعبّرت وزارة الخارجية القطرية عن رفضها استغلال فريضة الحج أداة للتجيير السياسي، واستغربت إعلان السعودية حصر الخطوط الجوية السعودية بنقل الحجاج القطريين، معتبرةً أنه أمر غير مسبوق وغير منطقي.
وشددت الخارجية القطرية على أن الحجاج القطريين ليسوا بحاجة إلى المساعدة بشأن نفقات أداء فريضة الحج، وإظهارها على شكل صدقة موضحةً أن للصدقة مستحقين أقرب لهم، من الحجاج القطريين.