تشعر الكويت بغضب وحذر شديدين من جراء تجاهل دول المقاطعة لقطر لرسالة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح حول مبادرة إنهاء الأزمة الخليجية.
تقرير ابراهيم العربي
هو انتظارٌ يبدو أنه يبشر بفشل الوساطة الكويتية تجاه الأزمة الخليجية، فبعد تصريح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في وقت سابق بأنه أصبح حزيناً وهو يشاهد الحلم الخليجي الذي ساهم في بنائه في ثمانينات القرن الماضي يتهاوى، يكاد هذا الحزن يتحول إلى شعور بالإهانة.
لا تزال القيادة الكويتية تنتظر رداً رسمياً من دول المقاطعة حول مبادرتها لإنهاء الأزمة الخليجية، والحصار الذي فرضه محور الرياض – أبوظبي ضد قطر، بموجب الرسالة الموحدة التي سبق أن وجّهها أمير الكويت إلى الدول الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) بالإضافة إلى قطر وسلطنة عمان، في الأسبوع الأول من أغسطس / آب 2017 عبر وزير الخارجية، صباح الخالد الصباح.
بحسب تسريبات كويتية، فإن الأمير عرض في رسالته عقد قمة لدول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر، في الكويت، وبإدارة وزير الخارجية الكويتية وبضمانة شخصية منه، وبدعم أميركي.
وردّت قطر على الرسالة المكتوبة من قبل أمير الكويت وأعلن وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في حينها، عن استعداد الدوحة للتعامل مع الوساطة الكويتية واحترامها لها، فيما تجاهلت دول المقاطعة الرسالة من دون أن تقدّم أي رد، في خطوة تشير إلى عدم إحترام البروتوكول الدبلوماسي وتعكس غضباً من تلك الدول نتيجة الحياد الكويتي في عدم الاستجابة لمطلب المقاطعة.
ترجم الغضب السعودي الإماراتي في تصعيد الحرب الإعلامية يوماً بعد يوم ضد الكويت من قبل وسائل اعلام دول المقاطعة وبعض مسؤوليها أيضاً، وهذا ما تبيّن على لسان وزير شؤون خارجية الإمارات، أنور قرقاش، حينما وصف الوساطة الكويتية بأنّها سوق وبازار، وهو ما وصف بالمهين.
سياسة الرياض وأبوظبي غير الواضحة اتجاه الكويت دفعت بالأخيرة الى التعاطي مع الأزمة بحذر، فهي تُدرك جيداً أن نار الأزمة ستطال كل دول الخليج، خصوصاً بعد محاولة السعودية إبراز شيخ قطري من آل ثاني كبديل لأمير قطر، في تجاوز لكل الخطوط الحمراء التي اعتادت على إحترامها دول الخليج.