منذ أكثر من شهرين، تصر قطر على المضي في رسم سياساتها الخارجية بما يناسب مصالحها. وقررت الدوحة، في هذا الإطار، إعادة سفيرها إلى إيران والذي كانت قد سحبته بعد الاعتداء على السفارة السعودية أوائل العام الماضي.
تقرير هبة العبدالله
سيعود السفير القطري لدى إيران لممارسة مهامه الديبلوماسية المعتادة، في خطوة جديدة تجاه تعزيز التعاون بين الدوحة وطهران وفي سياق تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وعبرت قطر، في بيان لوزارة خارجيتها، عن تطلعها لتعزيز علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي جميع المجالات. وجاء هذا الإعلان بعد اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف مساء الأربعاء 23 أغسطس / آب 2017 بحثا فيه العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
يتضمن الإعلان القطري مزيداً من الإصرار الذي تظهره الدوحة في رفض محاولة الرياض تضييق الخناق عليها والتحكم بسياستها الخارجية وإثباتاً لاستقلالية علاقاتها مع طهران التي رحبت بالخطوة القطرية وشددت على رغبتها في تطوير العلاقة معها كما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، الذي أكد تأييد بلاده أي خطوة بناءة وإيجابية في هذا الشأن.
هي خطوة لا تراها المملكة السعودية داخل الإطار نفسه. فمن زاوية الرياض، يبدو الانفتاح القطري الإيراني موجها ضدها وهي التي تقود منذ أكثر من شهرين حصاراً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً خانقاً على الدوحة في الأزمة الدبلوماسية الأصعب التي تعيشها منطقة الخليج منذ أعوام.
إلا أن التقارب بين طهران والدوحة والذي يشكل مادة اتهام جديدة للأخيرة من دول الحصار وعلى رأسها المملكة السعودية ليس بالضرورة، ووفقاً للمفاهيم الدبلوماسية والسياسية، موجهاً ضد الرياض، خاصة وأن تعميم الحكومة الإيرانية الجديدة عن الأولوية القصوى لتعزيز التعاون والعلاقات كافة مع دول الجوار يطال المملكة السعودية في البعدين الجغرافي والسياسي.
وإذا كانت العلاقة مع إيران تهمة لقطر فإن التهمة تلاحق المملكة السعودية أيضا، فالرياض تنتظر انتهاء موسم الحج لإرسال وفد دبلوماسي إلى طهران واستقبال آخر سيفد منها، في حين برز في الأيام القليلة الماضية عن حديث عن طلب المملكة وساطة بغداد لتحسين العلاقة مع إيران.