أخبار عاجلة
مصافحة بين رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أنقرة، يوم 16 أغسطس / آب 2017

تركيا تبحث عن استعادة دورها المحوري في الشرق الاوسط

شهدت تركيا حركة ديبلوماسية لافتة خلال الايام القليلة الماضية، وفيما تقاطرت إلى أنقرة شخصياتٌ عسكرية رفيعة من إيران، روسيا والولايات المتحدة، يبدو أن تركيا مقبلة على اداء دور محوري في قضايا المنطقة الشائكة.

تقرير رامي الخليل

لم تتأخر تركيا في الخروج من صدمة محاولة الانقلاب الذي كاد أن يطيح بنظامها في 15 يوليو / تموز 2016، وما استقبال أنقرة لكل من رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، رئيس أركان الجيش الروسي فاليرى جيراسيموف، ولاحقاً وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إلا مؤشراً على عودة تركيا كلاعب أساسي في المنطقة.

نتج من زيارة المسؤول الايراني إلى أنقرة الإعلان عن زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران، وهي خطوة تحمل من الدلالات السياسية الكثير، خاصة وأن أردوغان كان قد أعلن وجود محادثات ثنائية مع طهران، مضمونها التنسيق لتعاون عسكري مشترك في سوريا، وفيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن العلاقات الإيرانية التركية دخلت مرحلة جديدة، فإن انقرة ستسعى إلى استغلال هذا التطور أولاً لتأمين حدودها الجنوبية التي تعاظم فيها التهديد الكردي المدعوم أميركياً، وثانياً للحؤول دون نجاح استفتاء استقلال كردستان العراق، وثالثاُ لإعادة تثبيت نفسها كلاعب أساسي في المنطقة.

الخلافات الاستراتيجية القائمة بين أنقرة وموسكو، إن في دعم كل منهما لأطراف مختلفة في سوريا، أو في التنافس على النفوذ في القوقاز وجنوب شرق اوروبا، أمور لم تحُل دون التقاء مصالح كل منهما، وقد حتم ذلك مصالح تركيا الإقليمية من جهة، وسعي روسيا إلى مواجهة تمدد النفوذ الأميركي من جهة ثانية، ولهذه الاهداف المشتركة جاءت زيارة رئيس أركان الجيش الروسي إلى أنقرة لبحث آفاق التسوية في سوريا والتعاون الاقتصادي والعسكري الثنائي بين الدولتين.

استدعى التقارب الإيراني الروسي مع الاتراك، وتوتر العلاقة بين أنقرة وواشنطن بفعل تسليح الأخيرة لأكراد سوريا، تحركاً اميركياً سريعاً، وقد جاءت زيارة وزير الدفاع الأميركي لمحاولة لملمة ذيول الخلاف مع أنقرة، فضلاً عن السعي إلى وقف أي تحالف عسكري قد ينشأ بين أنقرة موسكو وطهران في سوريا، فيما تستغل تركيا القلق الاميركي لتحصين حدودها بشكل أكبر تأمن من خلاله خطر الجماعات المسلحة في سوريا، وتطمئن بأن الولايات المتحدة لن تقبل بالاستفتاء المرتقب لحكومة إقليم كردستان والذي من شأنه لو تم أن يشجع على استقلال ملايين الأكراد الذين يعيشون في تركيا.