أخبار عاجلة

الدبلوماسية السعودية في التعاطي مع الإعلام: شراء للصمت أو قمع للمعارضين

تستخدمُ السلطاتُ السعوديةُ طرقاً فريدةً لتوجيهِ ما يصدرُ عن المملكةِ في الخارجِ والتحكمِ به، وأخذِ خطواتٍ كبيرة لتقييدِ حريةِ التعبيرِ عن الرأي والسيطرةِ على وسائلِ الإعلام.
 
تقرير: ابراهيم العربي
 
مقدار السطوة التي فرضها النظام السعودي على الإعلام، سواء على مستوى الإقليم أو العالم ككلّ، وتُظهر جانباً مخيفاً من تعامل المملكة مع نقّادها وأتباعها، وتجعل من الكلام عن هيمنة سعودية في إعلامنا حقائقَ وأرقاماً، لا مجرّد شائعات واتهامات.
 
حكومة كالسعودية، يعجّ أرشيف سفاراتها ببرقيات التحويلات المالية لشراء صمت وسائل الإعلام وتواطؤها، فالدبلوماسية السعودية تحمل همّاً مركزياً يتمثل في ملاحقة أي نقدٍ للمملكة، ولو في أقاصي الدنيا، والعمل على استمالة أو إسكات قائله، حتى لو كان موقعاً صغيراً على الإنترنت لم يسمع به أحد. 
 
طوّر الدبلوماسيون السعوديون أسلوبين، لا ثالث لهما، للتعامل مع الصحافة والنقد عبر نثر المال وقمع المخالفين، هما التحييد والاحتواء.
 
لهذا الهدف، ترصد السفارات السعودية، في كل بلد تقريباً، ميزانية خاصة لدعم أكبر عدد من وسائل الإعلام المحلية، تقدّم على شكل اشتراكات مالية، وتكون بقيمة محددة لكل وسيلة إعلامية بحسب حجمها وتأثيرها.
 
وثائق عدة تظھر كیف تشتري السعودية صمت وسائل الإعلام أو طاعتھا بالأموال، منها الوثائق التي نشرھا موقع "ويكیلیكس" والمسربة عن برقیات ومراسلات وزارة الخارجیة السعودية وسفاراتھا تظهر كيف تسعى الرياض الى شراء الذمم والمواقف في اكثر من دولة عربیة، منها لبنان وتونس والمغرب ومصر.
 
في الأخيرة تلجأ المملكة بالإضافة الى لغة المال الى إستغلال موسم الحج لشراء الأصوات حيث تستضيف وزارة الإعلام السعودية للحج كل عام العشرات من رؤساء تحرير وكتاب ومقدمي برامج تلفزيونية استضافة كاملة، تتضمن تذاكر السفر والإقامة والتنقلات، عبر دعوات يوجهها السفير السعودي في القاهرة للإعلاميين أصدقاء المملكة، وهو ما كشفت عنه دراسة حديثة أعدتها "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان".عن سيطرة السعودية على الإعلام المصري الذي يسير في ركاب السياسة السعودية ولا يخرج عنها، مشيرة إلى وجود عدة أساليب تتبعها المملكة لتحقيق هذه السيطرة ومن بينها تأشيرات الحج. 
 
خوف السعودية من تعرية صورتها الحقيقية أمام الرأي العام المحلي والعربي والعالمي دفعها الى تطويع الإعلام وخصوصاً العربي بإستخدامها سلاح المال والرشوة لإنتاج ما يسمى.. بصناعة الصمت.