كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية النقاب عن معلوماتٍ أمنية تؤكد بتفاصيلها، حجم التعاون والتنسيق على كافة المستويات لا سيما العسكرية، بين المجموعات المسلحة وكيان الإحتلال الإسرائيلي. كيان الإحتلال الإسرائيلي اعترف بشكل رسمي بما هو أصبح مفروغاً منه، فأقر بأنه يقدم المُساعدات والمعونات للمجموعات المسلحة، التي تقاتل الجيش السوري.
تقرير عباس الزين
دعم المجموعات المسلحة من قبل "تل أبيب"، لا يقتصر على علاجهم في المستشفيات داخل فلسطين المحتلة فقط، بل يتعدّى ذلك الى النواحي العسكرية، وفق ما كشفته صحيفة "هآرتس"، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، وصفتها بـ"رفيعة المستوى والرسمية".
الصحيفة العبرية، كشفت النقاب عن معلومات تفيد بأنّ الدعم العسكري المقدم من جيش الاحتلال إلى المجموعات المسلحة، في العام الحالي، يقدر بأكثر من 115 مليون شيكل، ما يوازي أكثر من 32 مليون دولار، مشيرةً الى أن أكثر من 5 ملايين دولار من ميزانيته تم صرفها لإقامة وتشغيل الهيئة التي أُسّست في العام 2016 والتي تُعنى بدعم المسلحين في سوريا، تحت مسمى "جيرة حسنة"، لافتةً في الوقت ذاته، إلى أن هذه المبالغ لا تشمل كلفة المعالجة الطبية لجرحى المسلحين داخل مستشفيات الكيان، والتي لها مصادر تمويل أخرى.
وفيما يتعلّق بكيفية إرسال الدعم العسكري للمسلحين، أشارت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن ذات المصادر، إلى أن ضباط إدارة الارتباط في "جيرة حسنة" يتواصلون مع عناصر ارتباط من المجموعات المسلحة، في القرى من وراء الحدود من أجل إرسال التجهيزات، وأحيانًا يلتقي قائد الفرقة المناطقية في هضبة الجولان، العميد ينيف عاشور، مع قيادات المسلحين في القرى، في محاولة لاستيضاح نوعية التجهيز الذي ينقصهم.
الجولة التي أجرتها "هآرتس" في الأيام الأخيرة على الحدود مع سوريا، بيَّنت كيف تُدار عملية "جيرة حسنة"، التي بموجبها تُنقل كل شهر عشرات الأطنان من التجهيزات خلف الحدود.
بحسب المصادر، فإن عملية نقل التجهيزات تتم بعد قيام الجرافات بتسوية الأرض لتجهيزها قبيل عملية التسليم، ليتم بعدها تنسيق وصول شاحنة من الأراضي السورية إلى الأراضي المحتلة، وبعد تحميل التجهيزات التي تكون موجودة في الوقت المحدد تغادر الشاحنة، وتعود أدراجها إلى مناطق سيطرة الجماعات المسلحة في سوريا.
وليس بعيداً عن الحدود مع فلسطين المحتلة، تتشارك الولايات المتحدة مع حليفتها "إسرائيل" في توريد الأسلحة للمنظمات الإرهابية، بطرقٍ ملتوية، لإبعاد الشبهة. المسؤول الأمني السابق في قاعدة التنف السورية، محمد السلام، كان أكد مؤخراً أن أحد زعماء الفصائل المسلحة في القاعدة العسكرية الأميركية يبيع الأسلحة لتنظيم "داعش" الإرهابي. وفي تصريح لوكالة سبوتنيك، أشار السلام الى إنه عند اكتشاف الأمر وإخبار الأميركيين بذلك، لم يزدهم الأمر إلا تمسكا به، مؤكداً أن القوات الأميركية، طلبت محاربة الجيش السوري من أبناء الشعب السوري المتواجدين بالقاعدة.