تنفق دول الخليج، لا سيما دول الأزمة، ملايين الدولارات على جماعات الضغط الأميركية، والعلاقات العامة والإعلامية، للتأثير على الرأي العام، إلا أن هذه السياسة دفعت الدول الخليجية الى الإساءة لسمعة بعضها بدلا من تشكيل رأي عام مؤيد.
محمود البدري
في الأزمة الخليجية المستمرة منذ أشهر، الجميع يحاول كسب الرأي العام، سواء داخل الشرق الأوسط أو بين حلفاء دول الخليج الغربيين، بشتى الطرق.
محاولة كسب الرأي العام ترجمها كلام وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حديثه عن الأزمة الخليجية، بوصفه قطر بـ"عش الدبابير"، واعتباره أن سلاح المال والنفوس الضعيفة، وشراء الإقلام، التي تستخدم، مكلف على الخليج والمنطقة.
كلام قرقاش لا يقتصر على الدوحة وإنما ينسحب على الرياض، أبو ظبي، القاهرة والمنامة.
لقياس تأثير الإنفاق الخليجي على الرأي العام الأميركي، تناولت صحيفة الـ"هافنغتون بوست" ما جاء في استطلاع أجرته "مؤسسة يوجوف" في لندن بتكليف من صحيفة "أراب نيوز" السعودية.
أكثر من 2600 شخص، اعتبروا أن دول الخليج أساءت إلى سمعة بعضها بعضا بدلا من تحسين العلامات التجارية الخاصة بها، وذلك في الفترة بين التاسع عشر والحادي والعشرين من يوليو الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام في البلدان العربية، والصحفيون والمحررون والمثقفون، حصلوا على هدايا نقدية من خزائن الخليج مقابل تأييد سياساتها.
المغرب على سبيل المثال، الذي يعاني من أزمة مالية، استفاد من المساعدات المالية من أطراف النزاع، إلا أن الملك المغربي محمد السادس، اتخذ موقفا حياديا من الأزمة، ما أدى إلى غضب حلفاء الرباط في الخليج.
وبالعودة إلى نتائج الاستطلاع، فإن الأمر الأكثر سخرية، هو إن النتائج أظهرت عدم تأثير الملايين التي تدفع على جماعات الضغط الأميركية والعلاقات العامة والإعلام على عموم الشعب العربي أو الغربي. وبدلا من ذلك، تبين أن من يتابعون الأخبار، يوازنون وجهات النظر المتعارضة ويصدرون حكما مستقلا. أما بالنسبة لمراكز التفكير والشخصيات العامة التي تستمد منها المعلومات، فقد يكون معظمها يتصرف بنزاهة بعد كل الأموال التي تدفع لهم.
وعليه فإن من الأجدر بهذه الدول، خفظ إنفاقهم على جماعات الضغط ووسائل الإعلام، والقيام بتغيير سياساتها ودعم شعوبها الفقيرة.