كشفت وثائق “ويكيليكس” عن تطبيع متسارع بين أبو ظبي وتل أبيب، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلامية عن زيارة مسؤول سعودي كبير إلى الكيان الإسرائيلي.
تقرير: حسن عواد
يسير التطبيع الإماراتي الإسرائيلي على قدم وساق، كذلك يتسارع التنسيق الاقتصادي والدبلوماسي والأمني والعسكري بين أبو ظبي وتل أبيب.
هذا ما كشفته وثائق سربها موقع “ويكيليكس” ونشرتها صحيفة “ميدل إيست مونيتور”. وأظهرت الوثائق الدور الكبير الذي يقوم به سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة في الدفع بالتطبيع بين بلاده وتل أبيب في اتجاه مراحل غير مسبوقة.
وبحسب الوثائق، لم تتحول دولة الأمارات إلى مرتع للمصالح الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية فحسب، بل أصبحت قاطرة تحاول جذب العالم العربي إلى السير على خطى الكيان الإسرائيلي ومنظوره إلى المنطقة وقضاياها، وفي صدارتها القضية الفلسطينية.
تقول الوثائق إنه في عام 2010 استقبلت الإمارات فريق الجودو الإسرائيلي بالتزامن مع اغتيال القيادي في حركة “حماس” محمود المبحوح في دبي بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”. حينها، كانت الإمارات تمنع رفع العلم الفلسطيني في البلاد.
ومن بين ما أشارت إليه الوثائق أيضاً تعاقُد الإمارات مع شركة “إيه جي تي” الأمنية الإسرائيلية لتأمين مرافق النفط والغاز، وكذلك إقامة شبكة مراقبة مدنية في أبوظبي.
وعادت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” بالوقت إلى نهاية عام 2016، مشيرة إلى مشاركة الإمارات في “مناورات العلم الأحمر” في اليونان إلى جانب الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة.
التطبيع المذكور والجاري عبر قنوات سرية “لا يثير الريبة”، بحسب “ويكيكلس”، بل “القنوات العلنية للتطبيع” والتي تسارعت في مجالات استخبارية واقتصادية وعسكرية بعدما كانت أبوظبي غير مستعدة للقيام علناً بما تقوم به سراً مع إسرائيل، وفقاً لتصريح السفير الإسرائيلي يعقوف هيدس لدبلوماسيين أميركيين.
ويرى مراقبون للعلاقات الإماراتية الإسرائيلية أن التطبيع بين إسرائيل ودول خليجية كالإمارات والسعودية تصاعد بعد الربيع العربي وزاد بوضوح في السنة الأخيرة، بدعوى الخوف من إيران والوقوف في وجهها.
وفي هذا الإطار، يمكن قراءة ما كشفت عنه وسائل إعلام عن زيارة مسؤول سعودي كبير إلى الكيان الإسرائيلي بأنه يتماهى من التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب.