حالة من التصعيد شهدتها الأزمة الخليجية بعد انهيار مفاجئ لما قيل إنه مبادرة حوار بين أطراف النزاع، لتبدأ حملة جديدة من التصعيد السياسي الذي رافقه تراشق إعلامي امتد ليشمل مواقع التواصل الاجتماعي.
تقرير: مودة اسكندر
شهدت ليلة الجمعة السبت 9 سبتمبر / أيلول 2017 حملة عاصفة بالمواقف أولها مع بث قناة “العربية” بياناً حكوميا عاجلا نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، يُعلن عن مبادرة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للاتصال بولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وإبداءه استعدادا للجُلوس على مائدة حوار مع مُمثّلي الدّول المُقاطِعة، لتنقل القناة عن ابن سلمان ترحيبه بالاتصال واعداً برد رسمي بعد التشاور مع الحلفاء.
وعلى قاعدة كلام الليل يمحوه النهار، أعاد بيان سعودي فجراً الأمور إلى نقطة الصفر بعد اعتراض الرياض على بث قناة “الجزيرة” بياناً رسميا تحدث عن اتصالات بين آل ثاني وابن سلمان، بناءً على تنسيقٍ من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
الرغبة السعودية بإظهار الطرف القطري أنه المُتنازل والمُبادر بطلب المصالحة، قابله رد قطري برفض تقديم أي تنازل يمس السيادة الداخلية. وعلى هذا المنوال، عادت الأزمة إلى مربعها الأول.
وبعد دقائق من موافقة السعودية بضغط أميركي على تسمية مبعوث في مقابل تسمية قطر لممثلها لتحضير جلسات حوار، سحبت الرياض موافقتها وجمدت الاتصالات مع الدوحة، مبررة ذلك بمضمون بيان وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
ورأى مصدر سعودي، في تصريحات لـ”واس”، أن ما نشرته “قنا” هو “استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق”، مستدلاً على حديثه بـ”تحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه ولي العهد (السعودي) من أمير قطر بعد دقائق من إتمامه”.
وعزت مصادر متابعة للتطورات الأخيرة تراجع الموقف السعودي إلى ضغوط كبيرة مارستها الإمارات ومصر لمنع إتمام المصالحة، فيما تحدثت ترجيحات أخرى عن أن التراجع مرده إما لعدم قناعة المملكة بضرورة إيجاد حل للأزمة حاليا، أو بسبب خلافات داخل القيادة السعودية نفسها.
وفيما ستستضيف العاصمة البريطانية لندن، الخميس 14 سبتمبر / أيلول، مؤتمراً للمعارضة القطرية الذي تعلق عليه دول الحصار لقطر آملا كبيرة لجهة إحداث انقلاب داخل العائلة الحاكمة في الدوحة، فإن النتيجة تبقى نفسها، وهي أن الرياض لا تزال حتى اليوم متعنتة عن القبول بالخيار السلمي، فيما يدور الحديث خلف الكواليس عن خيارات لا تستبعد حسما عسكرياً للأزمة.