مع سيطرته على أبرز المناصب في الدولة، أسس محمد بن سلمان جيشاً من رجال الدين والأمراء والإعلاميين الذي ساعدوه في الوصول إلى ولاية العهد وسيساعدوه في تثبيت دعائم العرش أيضاً.
تقرير هبة العبدالله
بثلاثة ركائز يعبّد محمد بن سلمان طريق توليه عرش المملكة السعودية. يرسخ محمد بن سلمان، بالأمراء والإعلاميين والدعاة، نفوذه، فيبقى منهم من يواليه فيما يبعَدُ منهم المعارضين.
يزيح نجل الملك تدريجياً من يخالفه بحجة تطوير المجتمع ومكافحة التطرف، ولذلك لم يكن اعتقال ابن سلمان للدعاة سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري مستغرباً، إذْ سبقهم العشرات من رموز ما يسمى بـ”التيار الصحوي” وعلى رأسهم عبدالعزيز الطريفي وابراهيم السكران وسليمان الدويش.
تظهر في الجهة المقابلة على لائحة العلماء أسماء أخرة لعلماء يعتمد عليهم ولي العهد لتحقيق خطته بالإصلاح الديني. أبرزهم خطيب المسجد النبوي والداعية المشهور، صالح المغامسي، الذي يعتمد عليه ابن سلمان في سبيل تقديم خطاب ديني جديد، متسامحاً مع التيارات الليبرالية والعلمانية التي يراها تيار “الصحوة” كعدو.
وعلى الرغم من حصول بن سلمان على مباركة هيئة كبار العلماء، وعلى رأسهم رئيسها الشيخ صالح آل شيخ، والشيخ صالح الفوزان، فإن ابن سلمان يخطط في سبيل تحجيمها، أو تغيير أعضائها والتخلص ممن يراهم متشددين فيها.
على الطريقة نفسها، يتعامل ولي العهد مع أمراء الأسرة الحاكمة. فتم استعباد عبدالعزيز بن فهد، المشاغب على “تويتر”، أو اعتقاله، وسبقه محمد بن نايف من مناصبه ومواقعه حتى الأمنية كافة منها التي عمل عليها الأخير عشرات السنين. وقبله كان قد أزيح عمه مقرن من ولاية العهد.
يعتمد ابن سلمان على أمراء موالين له في المناصب الحساسة، أبرزهم شقيقه الأصغر خالد بن سلمان، الذي عين مؤخراً، سفيراً في الولايات المتحدة، على الرغم من انعدام الخبرة الديبلوماسية لديه.
إعلامياً، جنّد محمد بن سلمان عشرات الإعلاميين للعمل لصالحه أثناء تخطيطه للوصول إلى منصب ولاية العهد، لكن أبرز الإعلاميين المقربين منه هو تركي الدخيل، مدير قناة “العربية”، الذي عين فيه هذا المنصب بعد أسابيع قليلة من تولي الملك سلمان الحكم.
كما يعد سعود القحطاني، المستشار في الديوان الملكي، أحد مخططي السياسات الإعلامية للشاب الصاعد داخلياً وخارجياً، إذ يوصف من الصحافيين المقربين من القيادة السعودية بأنه يقوم بدور وزير الإعلام الخفي.