لم تنجح الدول العربية في تقديم نماذج ناجحة للحراك الشعبي والتغيير السلمي لكن المملكة السعودية قد تنجح ربما في تقديم نموذج أصح في هذا الإطار يقوده نشطاء 15 سبتمبر / أيلول 2017 التائقون للتغيير.
تقرير هبة العبدالله
فيما تلقى دعوة الحراك الشعبي في 15 سبتمبر / أيلول 2017 مزيداً من التفاعل من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي التائقين لرفع الظلم وتحسين مستوى الخدمات المعيشية، تصدر وسم #حراك_ 15_سبتمبر قائمة الوسوم الأعلى تداولاً في السعودية في “تويتر”.
يتفاعل السعوديون بحثاً عن خيار وتقرير مصير، بهدف معالجة أزمات الفقر والبطالة والسكن، في حراك يرون فيه إنقاذاً للوطن وإفشالاً لسيطرة العائلة الحاكمة على الدولة ومقدراتها.
تحمل صفحة الحراك على الموقع الأزرق مطالب اجتماعية وسياسية وتتضمن دعوات لإطلاق سراح الناشطين المعتقلين وتؤكد عدم أحقية محمد بن سلمان بولاية العهد، وترى أنه من الواجب حماية البلد من أطماعه وحساباته الخاصة بما يجعل مطالب الداعين للمشاركة والمتحمسين للتغيير متفاوتة يجمعها عنوان المعارضة الشعبية.
لا يبدو الحديث عن تغيير شعبي بعيد المنال اليوم، على الرغم من الواقع الأمني الذي تعيشه المملكة السعودية، إلا أن التغييرات الأخيرة في الحكم، والاعتقالات الممنهجة للدعاة والمثقفين والفنانين، أحدثت هزات متتالية في الأرضية غير المتينة لقصر آل سعود، فضلاً عن اخفاقات عدة تعيش المملكة تداعياتها على مستوى الخارج.
وللتخفيف من تصاعد الغضب الشعبي في “تويتر”، تسعى عناصر السلطة الالكترونية، لاجتياح وسم الحراك، وتمرير التهديد والوعيد لكل مواطن يدعو أو يشارك في الحملة الشعبية السلمية.
جاء التهديد السعودي الرسمي مصحوباً بانتقادات المؤسسة الدينية وتحذيرها من الدعوة للحراك، في سياق تحريمها لدعوات التغيير واعتبارها خروجاً عن طاعة ولي الأمر. وبهذا المنوال، دخل الداعية محمد العريفي بتغريداتها على الخط، داعياً لعدم الانخراط في حراك يستهدف تماسك المجتمع ووحدة صفه، على الرغم من أنّ اعتقاله ليس بالأمر البعيد.
على المقلب الآخر، يستدرك ناشطون ومعارضون مشهد يوم الجمعة. وحذر المعارض السعودي سعد الفقيه النظام السعودي من سفك دماء المتظاهرين السعوديين، مشيراً إلى أن “استفزاز النظام لكل شرائح المجتمع وارتفاع نسبة البطالة وتضاعف نسبة الفقر وهدر الأموال على الحروب الخارجية وتعطيل حقوق الإنسان هي الدوافع الفعلية للحراك الشعبي”.
وإذ يحاول جزء من مغردي البلاط الترويج لفكرة الإخلال بالأمن وتفتيت الصف كأهداف لأي دعوة لحراك معارض، فإن مغردين كُثر استعادوا التغريدة الشهيرة للمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني الذي شجع على حراك سلمي في قطر، حيث اعتبر أنّ قمعه “جريمة حرب” مسقطين نظرية القحطاني الجائزة على المملكة أيضاً.