دخلت الصحف الغربية على خط الكشف عن أسباب الإعتقالات التي تمارسها الرياض بحق الدعاة، معتبرة أن الأزمة مع قطر دفعت ولي العهد السعودي لاطلاق العنان لآلة الإعتقالات، للنيل من أي صوت يحتمل أن يعارض سياساته ومخططاته.
تقرير: سناء ابراهيم
يبدو أن موجة الإعتقالات التي تشنها السلطات السعودية بحق الدعاة والمفكرين والكتّاب والمستمرة بوتيرة مضطردة، لبث الخوف في نفوس المواطنين، عشية حراك الخامس عشر من سبتمبر، تشكل خطوة بين تحركات ولي العهد محمد بن سلمان للوصول الى العرش بعد إزاحة والده، وتطبيق سياسة تكميم الأفواه المؤثرة التي يمكن أن تنتقد سياسات الحكومة وإصلاحاتها المزعومة.
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أشارت في تقرير الى حملة الإعتقالات التي تنفذها السلطات بحق المعارضين أيا كانت انتماءاتهم، معتبرة أن الخطوة تأتي من محمد بن سلمان الذي يحاول تطبيق سياسة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في تنفيذ الإعتقالات في بلاده، ضد تيار "الأخوان المسلمين"، وهو ما يفعله ابن سلمان الآن.
حيث يعتبر آل سعود منذ فترة طويلة "الإسلاميين" أكبر تهديد لقبضتهم على السلطة، ولكنهم حرصوا على موازنة علاقاتهم مع رجال الدين والإسلاميين الأكثر تشددا الذين يتمتعون بالدعم عبر المملكة المحافظة، وفق الصحيفة.
مراقبون أشاروا الى أن ولي العهد السعودي يتبنى الآن تكتيكات مماثلة لتلك التي استخدمها حليفه ولي عهد أبوظبي الذي تابع حملة عدوانية ضد الإسلاميين مثل أنصار الإخوان المسلمين، فيما وصفت "فايننشال تايمز" الداعية المعتقل سلمان العودة بأنه كان أحد قادة حركة الصحوة، الذي دعا إلى إجراء إصلاحات سياسية محلية في المملكة في التسعينات.
إلى ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن أسباب اعتقال الدعاة في الرياض ولد من رحم الأزمة الخليجية، اذ أن رفضهم لانتقاد قطر، ورفض تأييدهم لإعلان الرياض بفرض حصار إقليمي على الدوحة، شكل الأساس الذي دفع السلطات إلى استخدام آلة الاعتقالات ضدهم وزجّهم في المعتقلات.