تستقبل أستانة الجولة السادسة من المحادثات، وسط مؤشراتٍ على انضمام أجزاء من محافظة إدلب لمناطق “خفض التصعيد”، في وقتٍ بدأت فيه الفصائل المسلحة بفك ارتباطها عن “النصرة” استعداداً للمرحلة الجديدة.
تقرير عباس الزين
تتجه الأنظار مجدداً إلى العاصمة الكازخية أستانة، والتي تستقبل على مدى يومي الجمعة 15 والسبت 16 سبتمبر / أيلول 2017، الجولة السادسة من المباحثات، بين الحكومة السورية ووفود “المعارضة”، تحت رعايةٍ دولية ثلاثية، من روسيا، إيران وتركيا.
تختلف النسخة السادسة من المباحثات عن سابقاتها من حيث المطروح والنتائج، فمن المتوقع خلال هذه الجولة أن ينضم ريف إدلب إلى مناطق “تخفيف التصعيد”، وتنسيق قوام القوات الدولية التي تتولى الرقابة على وقف إطلاق النار، إضافة إلى توقيع وثائق حول آلية عمل القوات المعنية بالإشراف على الهدنة. كما أشارت مصادر مواكبة، إلى احتمال مشاركة القوات التركية في مراقبة منطقة “خفض التصعيد” في إدلب، وذلك في الأجزاء التي يسيطر عليها المسلحون، لافتة إلى أن الإمارات ومصر والعراق والصين قد تنضم إلى الدول المراقبة لمسار عملية محادثات أستانة حول سوريا، الأمر الذي أكد عليه وزير الخارحية الروسي، سيرغي لافروف، خلال استقباله نظيره الايراني محمد جواد ظريف، في موسكو، الأربعاء 13 سبتمبر / أيلول، متوقعاً نجاح الاجتماع.
وبالتوازي مع ذلك، تشهد محافظة إدلب تطورات عسكرية، إذْ أن فصائل عديدة كانت فيما مضى حليفة لـ”جبهة النصرة” ومنضوية إلى جانبها تحت تشكيل “هيئة تحرير الشام”، بدأت بفك ارتباطها عنها، وذلك استعداداً للمرحلة الجديدة التي سيقرها اجتماع الآستانة، بحيث أن معظم الفصائل ستسعى إلى الانضمام إلى اتفاق “خفض التصعيد” عبر ابتعادها عن “النصرة”، وذلك تحسباً لأي مواجهة من الممكن أن تحصل مع الدول الراعية للإتفاق.
“جيش الأحرار” والذي يتكون من 16 فصيلاً، ويعتبر ثالث أكبر الفصائل في “الهيئة”، كان آخر المنشقين، ومن المتوقع أن لا يكون الأخير. يقود “الجيش” أبو جابر الشيخ الذي يتولى حالياً مهام الأمير العام للهيئة، والذي تدور معلومات حول نيته الاستقالة والعودة إلى قيادة “الجيش” فقط. مع الإشارة إلى أن الجيش كان منضوياً تحت لواء حركة “احرار الشام”، المقربة من تركيا.
تزامن انشقاق “جيش الأحرار” مع عملية اغتيال طالت الشرعي في “هيئة تحرير الشام”، السعودي أبو محمد الجزراوي، وهو مقرب من الشرعي المنشق حديثاً عن “الهيئة”، السعودي عبد الله المحيسني. شخصيتان، كانت زرعتهما الرياض في المجموعات المسلحة، انسحبتا من المشهد، الأول بدأ مفاوضات العودة إلى الرياض، والثاني تم اغتياله، وليس تزامن ذلك مع اجتماع الاستانة بالصدفة، لا سيما وأن لافروف كان أكد من عمّان على دعم الرياض لمقرراته، ما يشي أن السعودية وإن كانت لا تريد الدخول ضمن لائحة الدول الراعية للإتفاق، بسبب تواجد إيران فيها، إلا انها لن تقف عائقاً، أمام تنفيذه.