قصفت الإمارات بطائراتها مدينة عدن بعد اشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية التابعة لعبد ربه منصور هادي وقوات موالية لأبو ظبي، وهو أمر اعتبره مراقبون تجدداً للصراع الخفي على النفوذ بين السعودية والامارات.
تقرير حسن عواد
عادت عدن إلى واجهة الاحداث. ما إن تهدأ الازمة بين الإمارات والرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، حتى يتجدد الصراع على النفوذ.
سادت حالة من الهلع في مديرية خور مكسر في عدن، بعد أن تطورت اشتباكات مسلحة بين قوات موالية لهادي وأخرى من قوات الحزام الأمني، الموالية للإمارات، إلى قصف جوي. وحلقت طائرات إماراتية فوق عدن التي تخضع لسيطرة أبو ظبي واستهدفت قوات الرئاسة اليمنية بحي العريش، ما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.
أما سبب الاشتباكات فهو رفض الحراسات الأمنية في القطاع الشرقي تسليم المواقع للحزام الأمني بعدما أقرت اللجنة الرئاسية تسليمها. وفي الوقت الذي لم تصدر فيه رواية رسمية فورية حول أحداث العريش والقصف الجوي، جاء التطور ليدق مسمارا آخر في نعش ما تسمى شرعية هادي المزعومة.
وبحسب مراقبين، يأتي القصف الجوي الإماراتي دعما للقوات الموالية على الأرض وليعكس جانباً من السياسة الإماراتية، في مناطق جنوب وشرق اليمن حيث تتدخل أبوظبي في التعيينات للمسؤولين المحليين وتتولى الإشراف على الوضع العسكري بنحو خاص، مثلما تدعم أطرافاً محلية تتبنى الانفصال، وأهمها ما يُسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي تأسس في مايو / أيار 2017، برئاسة محافظ عدن السابق، حليف الإمارات، عيدروس الزبيدي.
وأشار المراقبون إلى أن ما يحدث في عدن سببه سعي الإمارات إلى منع هادي من العودة إلى المدينة وممارسة مهام الرئاسة. وكان الأخير قد توجه إلى مدينة طنجة المغربية في عطلة عيد الأضحى حيث التقى الملك السعودي سلمان للتودد له بإقناع أبو ظبي وقف سياستها تجاهه، لكن يبدو أن الرياض لم تنجح في تلبية ما جاء من أجله.