مزاعم محاربة واشنطن للإرهاب تكشف تفاصيل زيفها موسكو، وتفضح التنسيق بين المخابرات الأميركية و”جبهة النصرة” في “إدلب”، والاندماجٌ مع “داعش” في دير الزور.
تقرير عباس الزين
بين ما تعلنه الاوساط السياسية والدبلوماسية في الولايات المتحدة، وما تنفذه أجهزة مخابراتها وقواتها وحلفائها في الميدان السوري، يظهر التناقض الذي لا يخرج عن دائرة التنسيق بين الإدارتين الأميركيتين، ضمن دائرة دعم الإرهاب لا مواجهته.
يؤكد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، لنظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماعهم الاخير في نيويورك، بأن الإدارة الأميركية تعتبر “جبهة النصرة” منظمة إرهابية، في وقتٍ كانت مخابراته تحرض مقاتلي “جبهة النصرة” على استهداف الجيش السوري في مناطق خفض التصعيد في إدلب، وفق ما أعلنه رئيس مديرية العمليات العامة، في هيئة الأركان الروسية، الفريق أول، سيرغي روتسكوي، مشيراً الى أن هجوم “النصرة” كان يهدف أيضاً، إلى محاصرة وطرد الشرطة العسكرية الروسية من النقطة التي تشغلها لمراقبة تطبيق وقف التصعيد.
وفي دير الزور، تحرك واشنطن حلفائها من “قوات سوريا الديمقراطية” لقطع الطريق على تقدم الجيش السوري وحلفائه. قوات “قسد” التي أوقفت عملياتها المزعومة في الرقة بشكلٍ مفاجىء، وانتقلت الى دير الزور، لم يُرصَد لها خلال أسبوع أي اشتباكات ضد تنظيم “داعش”، في حين أن القوات السورية تعرضت، وفقاً للدفاع الروسية، مرتين لإطلاق نار من مناطق شرق الفرات، حيث يوجد مسلحو “قسد” وعسكريون أميركيون.
انتقلت موسكو إلى التحذير بعد أن تجاوزت واشنطن التنسيق، وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، أنه تم إبلاغ ممثلي قيادة القوات الأميركية الموجودة في قطر بشكل صارم بأن محاولات القصف من مناطق وجود “قسد” “ستواجَه بردٍ فوري”.
لم ينحصر الاستفزاز الأميركي بقصف قوات الجيش السوري المتقدمة، بل إن مسلحي “قسد” الذين يأتون من الشمال إلى دير الزور، ينضمون من دون عوائق إلى تشكيلات “داعش”، بحسب ما كشفته الدفاع الروسية.