أمام عدم إيفاء الرياض بوعودها واتفاقياتها، عمّان تفتح معابرها مع دمشق وبغداد لسد عجزها الإقتصادي.
تقرير عباس الزين
أصبح معبر نصيب الحدودي، بين سوريا والأردن، تحت سيطرة وإدارة الحكومة السورية، بعد انسحاب الفصائل المسلحة منه. هذا ما تضمنه الاتفاق بين الطرفين، والذي لعبت فيه عمّان وروسيا دوراً رئيساً في منطقة الجنوب السوري، التي دخلت منذ قرابة شهر مضى إلى مناطق خفض التصعيد بعد اتفاق شاركت فيه الأردن وروسيا والحكومة السورية والولايات المتحدة.
معبر “نصيب – جابر” هو أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسوريا، وكان يُعدّ قبل الأزمة السورية كأكثر المعابر ازدحاماً على الحدود، حيث تنتقل عبره البضائع بين سوريا والأردن ودول الخليج.
لا تعني عَودة السيطرة الرسمية السورية على المعبر انفراجةً في العلاقات السورية الأردنية فقط، وإنما تمثل، وفقاً لخبراء اقتصاديين، عودة أبرز مصادر الدخل التجارية للبلدين وللبنان وتركيا أيضاً، باعتباره الشريان البري الأقوى لوصول بضائع هذه الدول إلى المنطقة الخليجية وأسواقها وبتكاليف نقل ميسرة.
وكما في معبر نصيب الحدودي مع سوريا، شهد منفذ “طريبيل” الحدودي بين العراق والأردن، خلال اليومين الماضيين، دخول أولى القوافل التجارية القادمة من ميناء العقبة الأردني في اتجاه بغداد، وسط تفاؤل كبير بتصاعد تدريجي في معدل التبادل التجاري بين البلدين، عبر المنفذ الذي أُغلق قبل ثلاث سنوات، عقب اجتياح تنظيم “داعش” الأنبار غرب العراق.
لم تجد عمّان، التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وعجزٍ مالي، بديلاً عن تسليم المعبر إلى الحكومة السورية والبدء بالعمل في المعبر العراقي، في ظلِّ عدم إيفاء السعودية بوعودها، ووقف مساعداتها كلياً لها. وقعت الرياض مع عمّان 15 إتفاقية خلال زيارة الملك سلمان للأخيرة، في مارس /آذار 2017، تجاوزت قيمتها ثلاثة مليارات دولار، بقيت حبراً على ورق، ولم تقدم السعودية على تنفيذ أيٍّ منها، وفق ما تؤكده مصادر أردنية، إذ إنه مع انتفاء حاجة السعودية للأردن في التآمر على البلدين بعد توسع الجيش السوري جنوب البلاد وسيطرة الجيش العراقي على المنافذ الحدودية، أقلعت السعودية عن تنفيذ اتفاقاتها.
أمام خذلان الرياض لها، أيقنت عمّان، وفقاً لمتابعين، بأن رهانها على حلم المساعدات المالية السعودية كان سراباً، وأن عليها الاعتماد على نفسها لسد العجوزات في الميزانية، ما دفعها إلى تبني سياسات أكثر انفتاحاً مع الدول المجاورة وخاصةً سوريا والعراق، في ظلّ انهزام المشروع التدميري للبلدين الذي قادته السعودية، وكانت الأردن في مراحل عديدة جزءً منه.