تتخذ أنقرة مواقف عسكرية من استفتاء الإقليم. وفيما تغلق إيران حدودها البرية والجوية، تصدح إسرائيل بدعمها للإنفصال على وتر الدعم الإماراتي – السعودي.
تقرير عباس الزين
ما بين الرفض والتهديد العسكري، تنقلت تركيا في مقاربتها لما اعتبرته تهديداً لأمنها القومي. حصول استفتاء إقليم كردستان بالانفصال عن العراق، دفع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى التهديد بالتدخل العسكري واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد ما وصفه بـ”دولة إرهابية” على حدود بلاده، كإيقاف الأخيرة صادرات النفط من إقليم كردستان عبر أراضيها.
بدورها، أغلقت الجمهورية الإسلامية حدودها مع الإقليم، كما أعلن الناطق باسم وزارة خارجيتها، بهرام قاسمي. خلال تصريحٍ صحافي، مؤكدأً أن إغلاق الحدود البرية والجوية “جاء بطلب الحكومة العراقية”، واصفاً الإستفتاء بأنه “غير قانوني وغير مشروع”. وكانت طهران قد أعلنت، الأحد 24 سبتمبر / أيول 2017، وقف كل الرحلات الجوية نحو مطاري أربيل والسليمانية وكذلك كل الرحلات التي تنطلق من كردستان العراق وتعبر الأجواء الى إيران.
وأعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن حكومته ترفض استفتاء استقلال الإقليم، مؤكداً أن بلاده لا تعترف إلا بعراق موحد. وهو الموقف الذي أبلغه المعلم، لنظيره العراقي، إبراهيم الجعفري.
رفض الدول الثلاث المحيطة بالعراق للإستفتاء ونتائجه، قابله دعمٌ إسرائيلي لا محدود تجاوز الاستفتاء ونتائجه، إذ كشف موقع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن رئيس وزراء الإحتلال، بنيامين نتنياهو، أبلغ قبل شهر أعضاء في الكونغرس الأميركي بأن ثمّة “سبباً وجيهاً له ولإسرائيل كي يؤيدوا الإنفصال الكردي، لكونهم حلفاء وموجودين في منطقة بين العراق وتركيا وسوريا وإيران، بما يعدّ ذخراً استراتيجياً لإسرائيل”، وفق تعبير نتنياهو.
ولا يُخفى الدور السعودي – الإماراتي المشترك في التمويل والدعمين السياسي واللوجستي لإجراء الاستفتاء. فما كشفته مصادر كردية عن تمويل أبو ظبي للاستفتاء تقاطع مع تصريحات سعودية تكشف خبايا الموقف السعودي وأهدافه. وقد اعتبر مستشار الديوان الملكي، عبدالله بن عبد العزيز، خلال زيارته الإقليم، في مارس /آذار 2017، أن الأخير يمكنه الحضور كـ”بلدٍ مؤثر في المنطق”، إلى جانب ما كان أعلنه المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية، أنور عشقي، بأنه يجب العمل على إيجان “كردستان الكبرى” في إيران تركيا والعراق.