ضمن جولته الخليجية، وصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى الدوحة، في زيارةٍ تؤكد عدم تأثر العلاقة بين الدوحة وطهران بالضغوط السعودية – الإماراتية.
تقرير عباس الزين
قادماً من العاصمة العمانية مسقط، وصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظریف، إلى قطر، في أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع المستوى منذ اندلاع الأزمة الخليجية. وأوضحت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أنّ الجانبين بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.
وجدد ظريف خلال لقائه أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أن طهران “حريصة” على إقامة أفضل علاقات مع دول الجوار، معرباً عن أمله في أن يتم تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات.
من جهته، رحّب آل ثاني “برؤية إيران للقضايا الإقليمية”، مشيراً إلى “أهمية التشاور المستمر مع دول المنطقة ومنها إيران”، معبراً في الوقت ذاته عن ارتاحيه للوتيرة المتنامية للعلاقات الثنائية بين ايران وقطر، ومؤكداً أن الحكومة والشعب في قطر ينشدان أفضل علاقات مع الجارة الشمالية.
فور عودته، من الدوحة ومسقط، قال ظريف، إنّ “وجهات نظرنا متقاربة مع السلطات القطرية والعمانية حول اليمن”، وهو ما ناقشه مع سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، قبل يوم في العاصمة مسقط.
وفيما تزعم الرياض أن إيران هي أحد أسباب أزمة قطر مع محيطها، وفق ما ذكرته قناة “العربية” بالتزامن مع زيارة ظريف، تحمل زيارة الأخير إلى الدوحة، وفق مراقبين، دلالات سياسية عديدة، لا سيما وأنها تأتي استكمالاً لإعلان قطر إعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران، وعودة سفيرها إلى طهران، في أغسطس / آب 2017، في الوقت الذي يمثل فيه تخفيض التمثيل الديبلوماسي بين قطر وإيران، أحد مطالب الدول الأربع لإنهاء الأزمة مع الدوحة.
انتقلت قطر، بعد بإعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران ومن ثم استقبال وزير خارجيتها، إلى مرحلةٍ جديدة من الأزمة مع الرياض وأبوظبي، إذ أن المواضيع السياسية الإقليمية كانت على طاولة البحث بين الجانبين لا سيما سوريا. لم تعد العلاقة تجارية فقط بين الدوحة وطهران، ما يشي، وفقاً لمتابعين، أن إغلاق الرياض لجميع المنافذ أمام الوساطة الكويتية، والتي دعت بأحد بنودها إلى اقتصار العلاقة مع إيران على الجانب التجاري، تصعيدٌ دفع الدوحة إلى تغليب مصالحها الخاصة في المنطقة ومتغيراتها، على حساب التموضع الخليجي، عملاً بما قاله أمير قطر من باريس في 25 سبتمبر / أيلول 2017، من أن الإغلاق الذي فرضته دول في المنطقة على بلاده، “سيدفعها” في اتجاه إيران.