الملك سلمان خلال القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير في موسكو، الخميس 5 أكتوبر / تشرين الأول 2017

دعوة ملكية لإنشاء مركز أممي لمكافحة الإرهاب من موسكو: محاولة مستهلكة


تسعى السعودية إلى التخلص من تهمة دعم الإرهاب التي تلاحقها، وفيما تكشفت مساهمات الرياض وباتت عاجزة عن إخفاء سياساتها المتطرفة، فإن الملك سلمان لا يترك فرصة إلا ويدعو فيها لتشكيل مراكز مكافحة الارهاب والتطرف.

تقرير رامي الخليل

باتت مكافحة الارهاب لازمة يرددها الملك سلمان مع كل لقاء يجمعه برئيس دولة كبرى في العالم، وبعد تدشين مقر "المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف" في الرياض أثناء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ها هو يطالب من موسكو بتأسيس مركز أممي لمحاربة الإرهاب.

تباهي الملك سلمان أثناء الكلمة التي أعقبت مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، بدعوته إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وعمل الرياض على تأسيس ما يسمى بـ"التحالف الإسلامي العسكري" لمحاربة الإرهاب، لم يكن مدفوعاً بخشية المملكة على السلام العالمي، وقد أيقنت الرياض انها لم تعد قادرة على إخفاء سياساتها الداعمة للإرهاب.

مر التغيُّر الذي أصاب الخطاب السعودي الساعي للتخلص من تهمة دعم الإرهاب بمراحل متعددة، فمن فشل رهانات الرياض على الجماعات المتطرفة لتحقيق مكاسب إقليمية ودولية، مروراً بالإحراج الذي باتت تتسبب فيه لحلفائها الدوليين، وضع المملكة أمام الحقيقة المرة، فاستراتيجية شرائها للذمم عبر صفقات الأسلحة والمشاريع الاقتصادية لم تعد أمراً فعالاً، وبالتالي بات لزاماً عليها إجراء تغييرات في سياساتها.

ورأى مراقبون أن التحول الحقيقي في خطاب المملكة ومحاولاتها تبني الدعوة لمكافحة الارهاب، تأثرت فعلياً بواقع إدانة الكونغرس الاميركي في 12 يناير / يناير 2016 لسياسات المملكة التي سمحت للإرهاب بالتمدد عالميًا. حينها، أكد النائب السابق لرئيس وكالة الاستخبارات الاميركية "سي أي إيه" مايكل موريل أن أول خطوة لهزيمة الارهاب العالمي تبدأ بإقناع السعودية التخلي عن دعم الوهابية، الفكر الذي تتغذى منه غالبية التنظيمات الإرهابية.

تسعى الرياض بكل ما أوتيت من جهد ومال إلى تغيير النظرة النمطية التي تشكلت عن أنها الراعي الأول للإرهاب العالمي، ولأن مثل هكذا صورة لا يمكن تجميلها بل يجب إعادة تشكيلها من جديد، 
اتخذت الرياض قرارات وإجراءات مؤلمة لم تعتد عليها، فكان أن حجمت دور المؤسسة الوهابية بشكل كبير، واعتقلت الكثير من دعاة الوهابية والاسلاميين بزعم مكافحة الإرهاب، فضلاً عن سياسات ولي العهد محمد بن سلمان التي أثارت سخطاً كبيراً داخل المملكة، وهي سياسات يريد من خلالها إظهار المملكة بصورة الدولة المنفتحة والسائرة في طريق الدول المتحضرة.