إعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن قرار القيادة المركزية الأميركية، وقف مشاركتها بمناورات عسكرية مع دول خليجية بسبب الأزمة مع قطر، جاء بمثابة ضربة للسعودية، لا سيما ولي العهد محمد بن سلمان.
تقرير ابراهيم العربي
قرار الولايات المتحدة إيقاف بعض التدريبات العسكرية في الخليج بسبب الأزمة الخليجية، اعتبرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنه يأتي ضمن محاولات كبار المسؤولين الأميركيين لإقناع حلفائهم في الخليج بإنهاء المقاطعة المفروضة على قطر. لكنّه، يمثل أيضاً صفعة لولي العهد محمد بن سلمان تحديداً، الذي يُعدّ أحد مهندسي الأزمة مع قطر، وذلك وفق حديث أندرياس كريغ، الخبير في المعهد الملكي للدراسات العسكرية في لندن للصحيفة.
"وول ستريت جورنال" اعتبرت أنّ خطوة البنتاغون بوقف التدريبات العسكرية في المنطقة، تمثّل تحوّلاً بموقف الولايات المتحدة، التي أبدت في البداية تأييدها لدول المقاطعة، في محاولة للضغط على قطر. وأشارت إلى أنّ كبار المسؤولين الأميركيين، حاولوا إقناع الحلفاء العرب بإنهاء الأزمة، لافتة إلى أنّ إغلاق الحدود البرية للبلاد الغنية بالطاقة، وطرقها الجوية والبحرية، أثر على اقتصادها.
الدول الأربع المقاطعة، تستضيف مع ذلك بعض أكبر القواعد العسكرية الأميركية خارج الولايات المتحدة، حيث يعتمد البنتاغون على التعاون بين حلفائه الخليجيين، في جهوده لمكافحة الإرهاب، والتحقق من تأثير إيران في المنطقة، بحسب زعمها. وأشار الصحيفة إلى أنّ كل الغارات الجوية تقريباً، التي يشنّها التحالف الدولي على تنظيم "داعش" الإرهابي، يؤمر بها من قاعدة العديد العسكرية في قطر، إحدى أكبر قواعد القوات الجوية الأميركية في العالم.
فضلاً عن التدريبات العسكرية، والتعاون في مكافحة الإرهاب، صاغت الولايات المتحدة أيضاً علاقات وثيقة مع حلفائها في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة، من خلال بيعهم معدات عسكرية متطورة، مشيرة إلى أنّ البنتاغون، تجنّب، في إعلانه عن وقف التدريبات المشتركة، أي ذكر للمبيعات العسكرية في المستقبل.
تعليق واشنطن، التدريبات العسكرية "ضربة" لدول الخليج، والتي بمعظمها ملكيات عائلية سعت لشراكات وثيقة مع الولايات المتحدة، كوسيلة لتعزيز الأمن رغم ضعف جيوشها.
ويختم الخبير في المعهد الملكي للدراسات العسكرية، بأنّ الضغط من الولايات المتحدة يتصاعد، ولكن يمكن أن تتم إعاقته من قبل الإمارات، مضيفاً أنّ الضغط الأميركي يمكن أن يدفع كلاً من قطر والسعودية إلى إعادة بدء التقارب ولو على مستوى منخفض.