بعد مرور عام على مجزرة "الصالة الكبرى" في صنعاء التي راح ضحيتها مئات اليمنيين بين شهيد وجريح، تمر الذكرى من دون محاسبة دولية تحالف العدوان الذي تقوده الرياض على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، فيما تستمر الغارات على شتى المحافظات اليمينة على الرغم من إدراج التحالف على القائمة السوداء لقتل الأطفال.
تقرير: سناء ابراهيم
في وقت يرفض فيه تحالف العدوان السعودي على اليمن إدراجه على القائمة السوداء لارتكاب الانتهاكات بحق الأطفال، تحلّ ذكرى الفاجعة التي حلّت على اليمنيين في 8 اكتوبر / تشرين الأول 2016، وعرفت بمجزرة "الصالة الكبرى"، التي راح ضحيتها أكثر من 132 شهيداً، بينهم 6 مفقودين، ونحو 783 جريحاً، أغلبهم من المدنيين.
حوّل ذك اليوم بقعة في صنعاء إلى ساحة مجزرة في غارات قيل إنها الأعنف والأكثر دموية خلال عامين ونصف عام من عدوان الرياض على أفقر بلدان المنطقة، غير أن هذا الاعتداء الدامي لم يلقَ محاسبة حتى اللحظة، التي تصارع الرياض فيها مؤسسة الأمم المتحدة عقب إدراجها على القائمة السوداء التي أفلتت منها في عام 2016 بعد ضغوطٍ مارستها على المنظمة الدولية.
يرى مراقبون أن مجزرة "الصالة الكبرى" إحدى الحوادث التي كانت كفيلة بأن تخلق مساراً جديداً للحرب في اليمن يؤدي إلى نهايتها، خاصة بعد اعتراف التحالف بارتكابها إلا أنه حاول تبريرها بشتى الطرق وإلقاء اللوم على أطراف يمنيين، بسبب وجود شخصيات سياسية وعسكرية بارزة وقيادات أمنية رفيعة المستوى أثناء الغارة، إلا أن شيئاً لم يحدث وأحداً لم يحاسب على حجم وهول الجريمة، التي علّقت عليها آمال انهاء الحرب، لكن الرياض استكملت العدوان وبشكل أشرس حتى تسببت بنشر الأوبئة والمجاعة في اليمن وتسببت بمقتل مئات الآطفال، ما دفع الأمم المتحدة وعلى وقع المناشدات الدولية إلى إدراجها على قائمة سوداء بسبب قتلها الأطفال، بعد أن باءت محاولات السعودية بالفشل لإزالة اسمها من القائمة.
لاقى إدراج السعودية والتحالف ردود فعل رافضة من الجانبين اللذين اتهما الأمم المتحدة بالاستناد إلى "معلومات وأرقام غير دقيقة ومضللة"، فيما تؤكد الوقائع استهداف التحالف لأهداف مدنية منها المنشآت الحيوية والمدارس، ولعل مجزرة "الصالة الكبرى" التي اعترفت بارتكابها الرياض، دليل واضح على أهداف السعودية.