تلقى الملك سلمان اتصالاً من الرئيس السوداني عمر البشير عبر فيه الأخير عن شكره لجهوده في قرار واشنطن رفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده، في حين تسعى السعودية إلى فرض قرارها على الخرطوم داخلياً وخارجياً.
تقرير ابراهيم العربي
شكر الرئيس السوداني عمر البشير، في اتصال هاتفي، الملك سلمان لدور السعودية في قرار الإدارة الأميركية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ عام 1997. لكن وجود السودان على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب لا تزال شاخصة، وهو ما يؤكد أن هناك شروطاً لا تزال تنتظر الاستجابة لها من الحكومة السودانية، بعد 16 شهراً من رسائل “الانفراج المتبادلة” بين واشنطن والخرطوم.
وبعد أن كان السودان حليفاً لإيران ولمحور مناهض للسعودية وإسرائيل على السواء، فرضت تساؤلات كثيرة نفسها بشأن أهداف واشنطن من رفع العقوبات عن السودان وتقديم الوساطة كهدية للسعودية.
بدت الإجابة بوضوح في مشاركة الخرطوم إلى جانب السعودية والإمارات في العدوان على اليمن، كفرصة لإثبات ولائه للرياض، إلاّ أنه اليوم يواجه، كطرف في “التحالف” المذكور، تقريراً للأمم المتحدة يوضع التحالف ضمن لائحة استهداف الأطفال في اليمن، كأولى الأثمان التي يدفعها مقابل الولاء للسعودية.
وأكد مراقبون أن وراء الوساطة السعودية تحركات إسرائيلية وسعودية في إطار تحسين العلاقات الأميركية – السودانية، أعلنت عنها الصحف الإسرائيلية في الشهور القليلة الماضية، عندما كشفت النقاب عن مسار جدي في إطار توطيد العلاقات بين الاحتلال والسودان مقابل تحركات إسرائيل لإعادة العلاقات السودانية مع واشنطن، خصوصاً بعد تقارب الأخيرة مع السعودية وقطع علاقاتها مع إيران والتصريحات بشأن الاستعداد لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وكالة “أسوشتيد برس” كانت قد كشفت سابقاً، وفقاً لمسؤولين أميركيين تحدثوا إليها، أن خطوة الإدارة الأميركية سبقتها حملة ضغط طويلة من إسرائيل والسعودية، حيث سعت الدولتان القريبتان من واشنطن إلى فك العزلة عن الخرطوم تشجيعاً لخطوة السودان بابتعاده من “عدوهما المشترك” إيران، وهو الذي أكده الشكر الرسمي السوداني للسعودية في مساهمتها برفع العقوبات.