مقتل 44 جندياً سعودياً في الحد الجنوبي بعد ثلاثة أسابيع من هجوم بري وجوي على قرية الحثيرة المهجورة جنوبي منطقة جازان.
تقرير إبراهيم العربي
بعد نحو عامين على سيطرة القوات اليمنية على مناطق شاسعة في الحد الجنوبي للسعودية من بينها مدينة جازان، تسعى قوات التحالف السعودي إلى السيطرة على قرية الحثيرة المهجورة.
هي محاولةٌ، ليست بجديدة، لتلميع صورتها العسكرية، في ظل العجز الهائل في مواجهة الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”، دفعهتها إلى الإعلان عن سيطرتها على القرية بحثاً عن ثقل عسكري وهمي.
عجزت قوات التحالف السعودي عن دخول الحثيرة، القرية الخالية من السكان منذ بدء العدوان على اليمن، ما دفعهم إلى تدميرها بشكل كلّي محوّلينها إلى منطقة منكوبة.
جاءت المزاعم السعودية بالسيطرة على القرية بعد ثلاثة أسابيع من إطلاق قوات التحالف هجوماً برياً وجوياً كبيراً أسفر حتى الآن عن مقتل 44 جندياً سعودياً على الأقل في مواجهات مع القوات اليمنية، في سياق معارك تركزت أعنفها في محيط مدينة الربوعة في عسير وقرية الحثيرة في جازان، ومنفذ الخضراء البري في نجران جنوبي غرب السعودية على الحدود مع محافظتي صعدة وحجة شمالي غرب اليمن.
إلى جانب القوات السعودية والإماراتية، تشارك قوات سودانية ومرتزقة في عملية الزحف الكبير غير المسبوق على الحثيرة وجوارها، وترافق مع عمليات إسناد جوي كثيف وتحليق تجسسي واستطلاعي سبق العملية ورافقها.
وتدخل الطيران الحربي خلال الأسابيع الأخيرة بشن أكثر من 500 غارة جوية على مواقع الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” عند الشريط الحدودي في محافظتي صعدة وحجة، وفي نجران وجازان وعسير، فيما استهدفت مروحيات “أباتشي” تلك المناطق بأكثر من 1000 صاروخ.
في المقابل، تصدّ القوات اليمنية الهجوم في محيط مركز الربوعة في منطقة عسير المجاورة لجازان، حيث دمرت آلية عسكرية سعودية، كما قصفت مواقع للجيش السعودي ومرتزقته في نجران.
واستهدفت المدفعية اليمنية تجمعات للجيش السعودي في موقع الشبكة قبالة منفذ الخضراء وموقع الهجلة العسكري السعودي في نجران بعدد من قذائف المدفعية، محققة إصابات مباشرة.
كما دمرت وحدات الهندسة التابعة للجيش اليمني و”اللجان الشعبية”، صباح الإثنين 9 أكتوبر / تشرين الأول 2017، آلية عسكرية سعودية بعبوة ناسفة خلف الخشباء قبالة منفذ الخضراء في نجران. كما قصف المدفعية اليمنية تجمعات الجنود السعوديين وآلياتهم في موقع الكرس في جيزان محققة إصابات مباشرة.