ما أهداف تصنيف الحرس الثوري كـ”منظمة إرهابية” من قبل الخزانة الأميركية؟

إدارة الرئيس الأميركي تصنف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" عبر وزارة الخزانة، وسط تحذيراتٍ من انعكاس هذا القرار على السياسة الأميركية في المنطقة.

تقرير عباس الزين

بالتزامن مع إعلانه استراتيجيه جديدة ضد إيران والاتفاق النووي، صنف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الحرس الثوري الإيراني كـ"منظمة إرهابية"، وذلك وفقاً لما أكده مصدر مسؤول بإدارة ترامب، لشبكة "CNN" الأميركية.

المسؤول الأميركي، أوضح أن إدارة ترامب فعلت ذلك باستخدام صلاحيات وزارة الخزانة الأميركية وليس عبر صلاحيات وزارة الخارجية، ما يعني أن الحرس الثوري لم يُصنف كـ"منظمة إرهابية أجنبية" وهو مصطلح وزارة الخارجية، بل تم تصنيفه كـ"منظمة إرهابية" من قبل وزارة الخزانة.

وفي أهداف هذا الإجراء، رأى مراقبون أن إدارة الرئيس الاميركي، تسعى الى تجفيف منابع التمويل المالي للحرس الثوري بصورة توضح وجود معلومات خفية لدى الأجهزة الأميركية عن هذا التمويل، وهي خطوة لا تنطوي على تصعيد عسكري ضد الحرس الإيراني مباشر لكنها تسمح بمراقبته أكثر.

الجمهورية الإسلامية كانت حذرت الولايات المتحدة، من الإقدام على تصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"، معتبرة أن ذلك سيكون بمثابة "إعلان حرب". قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، هدد بأن التصنيف سيدفع إيران للتعامل مع الجيش الأميركي حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط كمنظمة إرهابية مثله مثل "داعش".

وهو ما حذّر منه الكاتب الأميركي والمحلل العسكري، أفشون أوستوفار، الذي لفت الى أن "اقتصاد ايران وسياستها العسكرية والخارجية كلها متشابكة مع مصالح الحرس الثوري ونشاطاته، لذلك، إذا صنف الحرس منظمة إرهابية، تصبح إيران إرهابية أيضاً"، معتبراً في الوقت ذاته، أن "التصعيد مع إيران الى هذه الدرجة في وقت لا تزال النيران مشتعلة في العراق وسوريا واليمن ستعقد أكثر السياسة الأميركية والعمليات في الشرق الأوسط".

ترامب أخذ التعقيدات السياسية لواشنطن في المنطقة بعين الإعتبار خلال إستراتجيته الجديدة، إذ أن اعلان الخزانة الأميركية وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة العقوبات، وفرضها عقوبات جديدة ذات صلة بالإرهاب على أربعة كيانات، بينها شركة صينية، وذلك لعلاقتها بالحرس الثوري، كان وفقاً لمتابعين، حلاً وسطاً بين رغبة ترامب بالقضاء على ما يعتبره تهديداً يشكله الحرس الثوري، والتبعات السياسية والقانونية الخطيرة، التي يمكن أن تنجم من تصنيف ذراع للحكومة الإيرانية، منظمة إرهابية، في وقتٍ لم يستبعد الخبير في شؤون العقوبات، تايلر كوليس، أن يقر البرلمان الايراني قريباً قانوناً بأن الجيش الأميركي جماعة إرهابية.