تقرير سناء ابراهيم
لم تتوقف بعد الحملة التي بدأتها الصحف الغربية ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب واستراتيجيته اتجاه إيران وملفها النووي، وقد جعلته المسؤول الأوحد عن تهديد الأمن الدولي.
فعلى مستوى الخطاب الذي أدلى به ترامب لنسف الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعه سلفه باراك أوباما، تضمن التحليلات الصحافية انتقادات لزعيم البيت الأبيض، إذ عصفت التوصيفات المهينة بترامب بسبب تصريحاته العدوانية، وتراوحت الألقاب بين "مجنون ومعتوه ومخادع" على الصفحات الأولى لصحف أوروبية واميركية.
وتحت عنوان " خدع ترامب الغبية"، وسّعت صحيفة "نيويورك تايمز" دائرة توصيفها للرئيس الأميركي اثر قراراته المتلاحقة التي لم تتوقف عند حدود الاتفاق النووي، بل تشمل الكثير من الاتفاقات الموقعة على عهد سلفه أوباما.
"ترامب سيدمر أميركا بالخروج من الاتفاق النووي"، بهذه الكلمات وصفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تهديد ترامب بالخروج من الاتفاق النووي، إذ أشار الكاتب في الصحيفة ديفيد أوسبورن إلى أنه خلال يومين اتخذ ترامب خطوات لتخريب "أوباماكير"، وهو قانون الرعاية الصحية الذي أقره أوباما، والاتفاق النووي مع إيران، معتبراً أنه هذه الخطوات ستؤدي بالبلاد إلى كارثة يواجهها ترامب وحده.
وشددت الصحيفة على أن ترامب ليس لديه سلطة لنقض الاتفاق وإنهائه، تعود هذه المسألة إلى تصويت الكونغرس الذي استقبل إعادة دراسة الاتفاق من جديد، والبت بالقرار النهائي خلال 60 يوماً، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي ليس لديه حجج لإنهاء الاتفاق الذي أكدت صحته "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" التابعة للأمم المتحدة .
أما صحيفة "غارديان" التي وصفت ترامب بـ"الطاغية"، فبيّنت أن قرار ترامب الانفرادي بنقض الاتفاق أُدين من قبل جميع الأطراف، الا أنها استدركت بالإشارة الى أن قرارات الرئيس الأميركي كانت يمكن أن تكون أسوأ مما جاءت، غير أن تدخل جنرالات ثلاثة في قراره خفف من حدتها، وقد ضغط مسؤولون كباراً في البيت الابيض بقيادة جون كيلي، رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية، وجيم ماتيس، وزير دفاعه، وهر ماكماستر، مستشاره لشؤون الأمن القومي، واعتبرت الصحيفة أن الجنرالات يعلمون تبعات القرارات الحادة والمتهورة، إذ أنهم كانوا مشاركين في القوات الأميركية التي احتلت العراق.
وعلى المنوال عينه، أتى توصيف موقع "وورلد سوشاليست" الإلكتروني الذي رأى أن خطاب ترامب يعتبر الأكثر عدوانية تجاه إيران التي وصفتها صحيفة "فرانکفورتر روند شاو" الألمانية بأنها "الرابحة"، وتحت عنوان "إيران هي المنتصرة" انتقدت الصحيفة خطاب الرئيس الأميركي الأحاديّ الجانب.