تحدثت معلومات عن اجتماع وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان بمسؤولين تضعهم تركيا في خانة الإرهابيين في الرقة السورية، ما من شأنه تعقيد المشهد في الشمال السوري.
تقرير رامي الخليل
بعد بسط “قوات سوريا الديموقراطية” سيطرتها على الرقة السورية مع انسحاب إرهابيي تنظيم “داعش”، أكدت معلومات صحافية تركية وسورية متطابقة، أن وزير الدولة لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، يرافقه المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك، قاما، الثلاثاء 17 أكتوبر / تشرين الأول 2017، بزيارة بلدة عين عيسى شمال مدينة الرقة.
وتزامنت هذه الخطوة من السبهان مع فشل مشروع الإنفصال الكردي في العراق. وذكرت المعلومات أن السبهان، وبزعم بحث ملف إعادة الإعمار، عقد اجتماعات مع أعضاء “المجلس المحلي للرقة” و”لجنة إعادة الإعمار”، بالإضافة إلى شيوخ العشائر، كما التقى مسؤولين في حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” الذي تصنفه تركيا منظمة إرهابية.
ورأى مراقبون أن زيارة السبهان جاءت لتؤكد ما كانت قد ذكرته وسائل إعلامية تركية لناحية بدء الدعم السعودي الفعلي لإنفصاليين أكراد، وسبق لصحيفة “يني شفق” المقربة من “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا أن نشرت تقريراً حول اجتماع في مدينة الحسكة، ضم شخصيات أميركية سعودية وإماراتية لدعم التوجهات التقسيمية لما يسمى بالإدارة الذاتية في شمالي سوريا.
زيارة السبهان إلى الرقة، وفضلاً عن كونها رسالة إلى الحكومة السورية، وضعها متابعون في سياق الرد السعودي المباشر على تركيا، نظراً إلى وقوف الأخيرة إلى جانب قطر في الأزمة الخليجية المستمرة، حيث أن الحكومة التركية تعتبر “حزب الاتحاد الديمقراطي” تهديداً لأمنها القومي، فإنه من المنتظر أن تثير زيارة السبهان غضباً واسعاً في أنقرة.
لطالما أعربت تركيا عن خشيتها من استغلال الأكراد الحرب في سوريا لتحصيل إدارة مستقلة والتمهيد لمشروع الانفصال عند حدودها الجنوبية، على غرار إقليم كردستان العراق، وأكدت مصادر مقربة من الحكومة التركية أنه بات واضحاً أن الرياض تحاول إيصال رسالة إلى أنقرة، مفادها أن بإمكانها اللجوء إلى إبراز الورقة الكردية في وجهها، في وقت تعيد فيه تركيا تموضعها في الجهة المقابلة.