في كل مرة يزداد قمع النظام السعودي لمواطنيه تخرج أصوات جديدة لفضح انتهاكات الرياض الحقوقية، شهادة لاجئ سعودي على ممارسات المملكة.
تقرير رامي الخليل
أرض الجحيم، هكذا وصف السعودي المعارض طالب جواد حسين العبد المحسن الحياة على أرض الحرمين الشريفين، حيث تغيب الحريات ويصار إلى اعتقال أي شخص يجاهر بمعتقده ومذهبه الإسلامي، فيما تتم ملاحقة أي صوت يجرؤ على انتقاد أي من ممارسات الحكومة، ما جعل الآلاف من السعوديين يبحثون عن وسيلة تمكِّنهم من مغادرة أرض المملكة.
المحسن الذي وجد في لجوئه إلى المانيا، حيث كان يتابع دراساته، السبيل الوحيد للخلاص من قيود السلطات السعودية. يروي في رسالة مطولة تناقلتها وسائل إعلام ما يتعرض له المواطن السعودي من عذابات ومصادرة للحقوق، فضلاً عن حياة الخوف التي يعيشها بشكل دائم، وهو ما ظهر واضحاً في الفترة الماضية عبر حملة الاعتقالات التي لا تزال مستمرة، وطالت أكثر من 70 شخصية من الدعاة والكتَّاب والنشطاء على أراضي المملكة.
يروي المحسن الذي ولد في الأحساء كيف أن سلطات الرياض لا تترك حرمة لمواطنيها إلا وتنتهكها، من الاعتقالات التعسفية ومداهمات منتصف الليل، وما يصاحبها من تكسير رجال المباحث لأبواب المنازل واقتحام غرف النوم، إلى الآلاف من قصص التعذيب التي يتعرض لها المعارضون في السجون، وليس انتهاءاً بالتشريعات الظالمة والاضطهاد السياسي، وهي ممارسات دفعت بآلاف المواطنين للبحث عن سبيل يمكنهم من مغادرة “القبر” السعودي، وفق ما نقل عنهم المحسن.
يشرح اللاجئ السعودي كيف ساعد أكثر من ألف مواطن ومواطنة على طلب اللجوء في دول مثل ألمانيا وبريطانيا وكندا وسويسرا والنرويج وفرنسا، وحيث أن عدد اللاجئين في ازدياد، يوضح أن ما يوقف السعوديين عن اللجوء إلى الخارج ليس نابعاً من تعلقهم بالجحيم الذي أدخلهم فيه آل سعود، بل لأنّهم فقط يجهلون شروط اللجوء وإجراءاته.
يؤكد المحسن أنه لو أتيح تثقيف الشعب السعودي بحقّه في اللجوء لتدفق مئات الآلاف إلى الخارج بحثاً عن الخلاص من حياة الذل التي يحيونها، خاصة وأن الخروج من “القبر” الذي أحكم إغلاقه ال سعود، يمثل الولادة الحقيقية بالنسبة إلى معظم الشعب السعودي.