لا يزال الهجوم الإرهابي الذي استهدف القوات المصرية في منطقة الواحات في محافظة الجيزة يلقي بظلاله على المشهد المصري الرسمي والشعبي، في ظل استهتار لافت للنظر من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تقرير ابراهيم العربي
مصر التي تشهد حالة صدمة عارمة على خلفية الهجوم الذي أودى بحياة العشرات من عناصر قوات الأمن، مساء الجمعة 20 أكتوبر / تشرين الأول 2017، وتبنت تنفيذه حركة “سواعد مصر” الارهابية والمعروفة بـ”حسم”، لا تزال تدور في دوامة من الغموض والتجاهل الرسمي والارتباك الإعلامي، وذلك على الرغم من مرور أكثر من يومين على الهجوم. وفيما أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع أمني، يوم الأحد 22 أكتوبر / تشرين الأول، بتكثيف الجهود لتأمين حدود البلاد حتى القضاء على الإرهاب، إلا أنه بقي الغائب الابرز عن مسلسل الاحداث.
لم يُصدر السيسي، خلال اليومين الماضيين، أي بيان أو تعليق أو إدانة للهجوم الارهابي، كما أنه لم يشارك في مراسم تشييع ضحايا الشرطة، بل هو فضل المشاركة في احتفال بالذكرى الـ75 لـ”معركة العلمين” التي دارت أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية في عام 1942.
كشف الحادث، وفق خبراء أمنيين، عن مشاكل كبيرة في طريقة عمل وزارة الداخلية، بداية من سوء التخطيط وسهولة الاستدراج وكذلك اختراق عدد من التنظيمات المسلحة لقوات الأمن بالإضافة إلى غياب التنسيق بين قوات الجيش والشرطة.
وشدد مساعد وزير الداخلية السابق أحمد جاد منصور على أن “رائحة الخيانة باتت تملأ الأنوف”، فيما تساءل رئيس الوزراء الأسبق والمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق عن حقيقة وجود خيانة في الأوساط الأمنية أو أن الأمر “نابع من ضعف في التخطيط”.
أما الإعلامي المقرب من النظام المصري أحمد موسى فأذاع تسجيلاً صوتياً لطبيب في مستشفى العجوزة ينقل من خلاله شهادات مصابي هجوم الواحات الذين قدموا العلاجات للضباط الجرحى.
وسارعت وزارة الداخلية، في بيان، إلى نفي صحة التسجيل، معتبرة أن “نشر مثل تلك التسجيلات على هذا النحو يهدف إلى إحداث حالة من البلبلة والإحباط في أوساط وقطاعات الرأي العام ويعكس عدم مسؤولية مهنية”.